هدى بنت فهد المعجل
لا نستغرب مقارنة تحدث بين الفرد، والفرد الآخر في العائلة.. بل إنه أمر متوارث أباً عن جد.. وإن لم يستسغه العقل أو المنطق..!!
مقارنة الشيء بالشيء: الشكل.. الصوت.. الأسلوب.. الفكر.. المنهج.. التصميم.. الإمكانيات.
مقارنة مقبولة، وأخرى مرفوضة لأنها تخدش المشاعر تورث الحقد والضغائن.. توجد الغيرة بين الشخص والشخص الآخر في محيط العائلة، والعمل، والمجتمع..!!
ولعل فكرة المقارنة تعود بنا إلى أبيات سابقة للشاعرة: عابرة سبيل منها..
مقدار حبي عالم فيه ربي
وإلا الموازين لغرامي ظلومة
لا لا تقارن حب أمك بحبي
أخاف من عينك تطيح الأمومة
أخشى يقولوا عنك ما هو متربي
ما أبي أشارك في عقوق الرحومة
فالشاعرة ترى أن حبها له فاق حب أمه، الأمر الذي قد يصل به إلى إسقاط (الأمومة) من عينه في حضرة من تفوقت على الأم في الحب.. وهي مقارنة أبطلها.. لأن المشاعر التي تنتج من حب الأم لابنها لا تقارن بل عصية على المقارنة؛ فهو حب فطري منزه من كل مطمع دنيوي وغريزي سوى غريزة الأمومة المبنية على التضحية والإيثار دون مقابل..
الأمومة لن تسقط سوى من عين من لم يدرك معناها، (معنى الأمومة)..!!
والمقارنة هنا مرفوضة/ مقبولة لعدم اكتمال عناصرها..
(الحب) عنصر مهم في حياة الكائن.. لكنه مستثنى من المقارنة..!!
فمن غير المعقول المقارنة بين حب الطعام أو الراحة والسفر بحب الأبناء والوالدين.. أو حب الحبيب..
نعم، قد أتنازل لابنتي عن طعام أشتهيه.. ولا أقول إني ساعتئذ أني أحب ابنتي أكثر من حبي للطعام..
أيضاً لا أستسيغ المقارنة بين الابن والابن الآخر، وإن ارتكبت هذه الجريرة أحياناً..!! فكثيرا ما نرتكب ما لسنا على إيمان به.
والأصعب المقارنة بين صديقة وصديقة.. أو محاولة جعل إحداهن صورة (مصغرة أو مكبرة من الأخرى).. لأنه لو كانت صديقتي تشبه صديقتي الأخرى وتتفق معها في أوجه المقارنة لكان يكفيني منهن واحدة وعلي الاستغناء عن الثانية..!!
فمن التي سأبقيها، في حين أستغني عن الأخرى!!؟
ربما المقارنة معقولة في الجمادات، مرفوضة في الأحياء..
لماذا؟.. لأن التشابه في الأشياء لا نستحسنه دوماً.. وإلا لما اقتنينا العديد منها..
بمعنى أكثر وضوحاً..
كنت بصحبة صديقة لي نتناول طعام الغداء في مطعم عندما وضع (النادل) الشوكة والسكين أمامنا..
بدأنا في تناول الطعام وتوقفت عند السكين (في يدي) كانت كبيرة نسبياً.. ولأني أحب الصغير من الأدوات انتبهت إلى سكين أصغر منها على الطاولة حرضتني على أن أستدنيها وأضع الكبيرة جانباً.. (بلا تردد) لأن الكبيرة لن تحزن أو تغضب بسبب مقارنة (الحجم بالحجم)..
ينبغي تناول الطعام في وضع مريح وكبر الأدوات أو ثقلها تفقدنا شيئا من الراحة..
مقارنة الجمادات هينة على الأنفس.. والصعب المقارنة البشرية.. فإما أن نفصح عن الحقيقة ونخدش مشاعرهم.. أو نجامل ونبهرج فنخدع وندلس.. لأصل في النهاية إلى أن التعامل مع الجمادات أرحم وأهون علينا..
إضاءة خافتة:-
* لو نمتلك حرية التعبير لفضنا أعنف من فيضان البحر.
* في ساعة خدر نشعر أن تحتنا هواء.. يحملنا.. يرفعنا.. يمخر بنا عباب الهواء.
* انفجار عاطفي مجهول المصدر، محموم.. أنفاس تسربت.. تغلغلت في شراييني.. حمم جنون.
* التقليب في سجلات الذهن؛ تقليب فاشل وحبيبات السكر عصية على الامتزاج..
* امنحوني ساعة خدر واتركوني للقدر.. أنا عشق محموم لم يستدل بعد! فهل يستدل..!؟
* الزمن لا يحسب بالساعات، بل بالمتع..
* لا أجيد (فن الحديث)؛ لأني أتقن (العزف) على ( الروح).
* على يد كتبي تتلمذت، وبقناعاتي آمنت، ولا وقت لدي كي أرضي الساخطين علي.