خالد بن حمد المالك
قبل أن تبدأ القمة العربية اجتماعاتها بيوم واحد، كان للملك سلمان زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية مدتها يوم واحد فقط، وفيها استعرض الزعيمان المستجدات في المنطقة والجهود المبذولة اتجاهها فور وصوله إلى شرم الشيخ، حيث كان في استقباله بالمطار الرئيس عبدالفتاح السيسي. وضمن المباحثات التي تمت بينهما، أكدا على إنشاء مجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، وتعزيز وتنمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات. ومن نتائج الزيارة أن تم الإفراج عن عدد من المصريين الموقوفين والمسجونين في المملكة في عدد من القضايا المتنوعة.
* *
في اليوم الثاني من وصول خادم الحرمين الشريفين، رأس وفد المملكة في القمة العربية الأوروبية، وفي الجلسة الافتتاحية ألقى الملك كلمة أمام أكثر من خمسين من القادة الأوروبيين والعرب، طالباً منهم بموقف دولي موحد لوقف التدخلات الإيرانية، وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وأن حلها يحقق الاستقرار للشرق الأوسط، وامتداداً للاستقرار العالمي، وأن موقف المملكة ثابت تجاه استعادة الشعب الفلسطيني لكل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
* *
الملك سلمان صارح القادة عن الحالة اليمنية، وقال إن المملكة تؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، وطالب العالم بدعم الشرعية اليمنية، محملاً المليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران عدم الانصياع لإرادة المجتمع الدولي، كما طالب في كلمته العالم بإدانة الحوثيين على إطلاقهم الصواريخ البالسيتية إيرانية الصنع على المملكة، إضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، وخاصة في الملاحة البحرية في منطقة باب المندى والبحر الأحمر.
* *
وعلى هامش المؤتمر التقى الملك سلمان بعدد من القادة العرب والأوروبيين، ومنهم الرئيس العراقي، ورئيسة وزراء بريطانيا، ورئيس وزراء هولندا، ورئيس وزراء السويد، وهناك لقاءات أخرى تكون قد تمت بعد كتابتي لهذه الكلمة، إذ إن المؤتمر كان فرصة لتجديد الحديث عن التعاون والتنسيق بين الدول العربية والأوروبية والمملكة، بما يحقق المصلحة للمملكة وهذه الدول.
* *
لقد أخذت كلمة الملك سلمان أهمية خاصة، واهتمامًا كبيرًا بمضامينها، وسجلت حضورًا إعلاميًا في مختلف وسائل الإعلام، حيث تناول الملك - كما أشرنا - في أجزاء منها ما يهم العرب، وآليات معالجة القضايا الساخنة في المنطقة، مما جعلها ضمن أهم فعاليات ومحاور ملفات المؤتمر، وربما ضمن قراراته بعد اختتام أعماله، التي انتهت بالجلسة الختامية أمس، فيما أن هذه الكلمة تسبق انعقاد الجلسة والإعلان عن القرارات والتوصيات التي تم الاتفاق عليها.