فهد بن جليد
مازلنا ننتظر تحول الأندية الرياضية السعودية إلى شركات مُساهمة كأفضل الحلول الاقتصادية الممكنة لاستمرارها وتطورها واستقلالها, الأمر لا يتعارض مع الأفكار الاستثمارية النموذجية التي يمكن أن تقودها إدارات الأندية اليوم لحل بعض مشاكلها المالية, هذه الأزمة المُستمرة والمُتكرِّرة بشكل سنوي بحثاً عن داعمين للخزينة في كل مرة - فبرأيي - أنَّ انتظار الدعم الحكومي أو ما يدفعه أعضاء الشرف أو حتى رعاية الشركات أو مبيعات المتاجر.. إلخ من مصادر الدخل الحالية, لم تعد حلولاً كافية ما يستوجب التفكير في إضافة استثمارات ثابتة والبدء بها لخلق نوع من الاكتفاء المالي التدريجي للأندية السعودية حتى قبل خطوات التخصيص التي تلوح في الأفق.
الأندية السعودية تدفع مئات الملايين في صفقات الموسم الواحد على لاعب أو مدرب أجنبي, وتعجز أن تجمع أعضاء الشرف لإبرام صفقة استثمارية أو عقارية أو تجارية لتعود بمبالغ سنوية مجزية وثابتة على خزينة النادي دون أن يتأثر بالمواقف المُتأرجحة والمُتغيرة مالياً, مثل هذه الاستثمارات لا تجد التأييد أو التفاعل من أعضاء الشرف, كونها لا تمنح الداعم البريق الذي يجده عندما يرتبط اسمه بجلب لاعب أو مدرب وأثره في المباريات والجماهير, وهذا الموقف غريب وعجيب فالتخوف دائماً أن دعم أعضاء الشرف يقترن بنتائج آنية للموسم الحالي, لكن الحقيقة أنَّ من يحب النادي سيسعى لدعم الاستثمار فيه لأنَّه مشروع دائم وغير مرتبط بموسم, ويمكن أن يحقق للعضو المساهم فيه الشهرة والسمعة التي يبحث عنها, الاعتماد على الموارد الذاتية سبقتنا إليه دول عالمية وعربية وحتى خليجية, فهناك أندية في دول مجاورة تملك مُخططات أراضي, وأبراج سكنية, بل هناك نادٍ شهير يملك مولاً تجارياً باسمه, استدامة الموارد والمشاريع خطوة على أنديتنا التفكير فيها واتخاذها بشكل مدروس بعد الاستعانة ببيوت الخبرة والكفاءات اللازمة, والاستفادة من التجارب الشبيهة.
النجاح مرتبط بشجاعة وبعد نظر رؤساء الأندية, فنحن نفقد حتى الآن الرئيس الشجاع الذي يمكنه أن يخاطب الجماهير ويقنع محبي النادي بالتوقف لموسم واحد عن جلب لاعبين جدد وصفقات, واستثمار كل هذا الدخل والدعم المتوقع من أعضاء الشرف لتأسيس مشاريع مستدامة تدعم مستقبل النادي مالياً, وتحرره من أي ضغوط أو تبعية لرغبات وأهواء الداعمين, بدلاً من البحث عن بطولة الكأس أو الدوري لموسم واحد فقط, فهل يفعلها أحدهم مُستقبلاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.