شرم الشيخ - واس:
اختُتمت أمس أعمال القمة العربية - الأوروبية الأولى التي عُقدت على مدى يومَيْن بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وفد المملكة المشارك في أعمال القمة.
وأكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في كلمته خلال الجلسة الختامية أن القمة العربية - الأوروبية الأولى شهدت نقاشات مثمرة وبناءة حول مختلف القضايا، مشيرًا إلى أن التواصل أسهم في توضيح الرؤى تجاه القضايا المشتركة.
وأعرب الرئيس السيسي عن ثقته بأن القمة العربية - الأوروبية أسهمت بشكل كبير في توضيح الرؤى والتوجهات بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لجميع دول المنطقتين، التي كان من الضروري أن تتم بشأنها عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع بما يعطي دفعة قوية للعلاقات العربية - الأوروبية، ويتيح الشروع في بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا، وهو ما يعد أولوية قصوى في ضوء تعاظم التحديات وتشابكها من جهة، والمزايا والإمكانيات والفرص لتعزيز التعاون ومواجهة هذه التحديات بشكل جماعي من جهة أخرى.
ولفت الرئيس المصري الانتباه إلى أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية أكبر بكثير مما يفرقهما، مشيرًا إلى أن ما تم التوافق عليه خلال اللقاء على مدى يومين ربما فاق توقعات الكثيرين بشأن ما يمكن أن يتم التوصل إليه خلال حدث على هذا المستوى، يُعقد للمرة الأولى على الإطلاق.
وقال إن نجاح قمتنا هذه لا يقاس فقط بما تم خلالها من نقاش ثري، وإنما يقاس بمقدار تحوُّل هذه القمة الناجحة إلى محطة جديدة لتعميق التعاون الممتد عبر التاريخ بين المنطقتين العربية والأوروبية.
ونوه الرئيس المصري بإرساء دورية انعقاد القمة العربية - الأوروبية؛ ليضاف بذلك لبنة أخرى للصرح التعاوني المؤسسي المشترك بين الجانبين. مؤكدًا العزم على استكمال المسيرة لمواجهة التحديات التاريخية غير المسبوقة في مطلع القرن الحادي والعشرين.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في كلمته خلال الجلسة الختامية للقمة أن هناك تصميمًا من جانب القادة العرب والأوروبيين على مواجهة جميع التحديات الدولية سوية من أجل مستقبل أفضل. وأشاد توسك بالمناقشات الصريحة التي تمت خلال أعمال القمة، أو المحادثات الثنائية. معربًا عن تقديره لروح التعاون المثمرة خلال المناقشات بين القادة.
وقال إنه لم يتم الاتفاق بشأن كل القضايا إلا أن الأهم هو أنه جرت المناقشات بطريقة مفتوحة كشركاء. مشددًا على السعي لإيجاد أرضيات مشتركة، وأن رخاء وأمن أوروبا متداخل مع رخاء وأمن الدول العربية.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي إلى ضرورة التحلي بالشجاعة لمواجهة التحديات العالمية، ودعم شعوب المنطقتين من أجل مواجهة العالم الذي يتغير بسرعة. مؤكدًا ضرورة بذل المزيد من الجهد والتعاون المشترك لمواجهة النزاعات والإرهاب والجوع وتشريد الشعوب حفاظًا على القواعد الخاصة بالنظام الدولي في مختلف المجالات، سواء التجارة أو الأمن أو تغير المناخ.
كما دعا إلى تعزيز التعاون للنهوض بأوضاع الشعوب، وأهمية التفاهم المتبادل بين المجتمعات الأوروبية والعربية. مشددًا على ضرورة تحويل كلمات القادة والزعماء في القمة إلى أعمال.
وضم الوفد الرسمي للمملكة معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزير الإعلام الأستاذ تركي بن عبدالله الشبانة، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير.