ناصر الصِرامي
لم تتوقف محاولة الإنسان لزيادة معدل عمره، والبقاء لأكبر وقت على قيد الحياة؛ فتلك غريزة البقاء الأولي التي قادت للمثير والمثير جدًّا من الإنجازات البشرية في تاريخ كوكبنا.
العالم يأخذنا باستمرار إلى خيالات ومساحات وآمال جديدة لرفع المعدلات العمرية للبشرية، أي إطالة عمر الإنسان، مع رفع جودة الخدمات الصحية المتطورة باستمرار، كما مستويات جودة الحياة بطبيعة الحال!
من طباعة الأعضاء، وزراعة الدقيق منها، لتجميد الخلايا، إلى مئات المشاريع البحثية الجادة في هذا الشأن الذي تدعمه أموال أثرياء العالم، ومَحافظ استثمارية، كلها تمضي في الاستثمار والمزيد من النتائج والكشف في هذا السياق. عمر أطوال بصحة مستدامة، إنها إغراءات علمية وعملية لمنح البشرية عمرًا أطوال وصحة أفضل!
آخر تلك التجارب والإعلانات ما توصل إليه علماء إلى أن زرع خلايا نخاع من عظام حيوانات مختبرية شابة في أجسام أخرى هرمة أدى إلى وقف تدهور الإدراك لديها، وأعاد الحيوية والشباب إلى عقولها..!
نتائج الدراسة التي أعدها باحثون في مركز سيدار - سيناي الطبي بالولايات المتحدة جاءت لتدعم نتائج سابقة، أشارت إلى أن تدهور الإدراك يرتبط جزئيًّا بخلايا الدم (الشائخة) التي ينتجها نخاع العظم في الجسم (الهرم).
وطبقًا للمشرفة على الدراسة التي أُجريت على الفئران، وهي أستاذة مساعدة في الطب والعلوم البيولوجية الطبية في مركز سيدار- سيناي، فقد أظهرت الدراسات أن حقن الدم من فئران (شابة) قادر على وقف (شيخوخة) الدماغ لدى الفئران الهرمة بسبب الخصائص المتميزة لخلايا الدم (اليافعة).
وفي الدراسة التي نُشرت نتائجها بلغات عدة نقلاً عن مجلة «كومينويكيشن بايولوجي» قام الباحثون بزراعة شكلين من خلايا، حصلوا عليها من نخاع العظم داخل أجسام فئران مختلفة، منها أعمارها 18 شهراً (معمرة)، أو مستخلصة من فئران بالعمر نفسه، أو من فئران بعمر 4 أشهر (يافعة).
ماذا حدث؟! لقد وجدوا أن أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة احتفظت بشبكة اتصالات عصبية أكبر في شبكتها العصبية لدى الفئران التي تلقت الخلايا (الشابة)، وذلك مقارنة بتلك التي تلقت الخلايا (الشائخة)، رغم ثبات عدد الخلايا العصبية في كل الحالات.
المهم أنه في حال أثبتت الأبحاث التالية أن الخلايا (الشابة) لدى الإنسان يمكنها تنفيذ المهمة نفسها على الناس (الكبار) في السن فسيكون بالإمكان إبطاء تقدم أمراض ذات علاقة، مثل مرض الزهايمر، ومد عمر الإنسان وحمايته من الشيخوخة، ومنحه صحة أفضل باستمرار..!