عبده الأسمري
اقتنص الإلهام فأقام صرح «الوئام» بين شخصيات الرواية وتوصيات «الهواية» واقتص الجمود فشكل «هوية النص» وقبض على «مثيرات» العزلة ونبض بفرح «الحرية» ليقضي وقته كاتبًا سلم مفاتيح «القضايا» لفكر يرى «الكتابة» أسلوب عيش وسلوك حياة..
إنه الكاتب والقاص والروائي السعودي يوسف المحيميد أحد أبرز القاصين والروائيين الذي وضع بصمته على خارطة «الرواية» وخاطرة «القصة» كقامة وقيمة وكوقع وتوقيع في مسيرة الثقافة وسيرة الأدب.
بوجه نجدي ممتلئ بالألفة تحفه نظرات فلاح وملامح نجاح مع عينين واسعتين ممتلئين بالإنصات مع أناقة هندام تعلوه تشكيلة شماغ مرتفعة الجانبين تتكامل مع محيا ناضج وحيوية ناطقة وصوت جهوري تتوارد منه مفردات «عميقة» تتشكل من ثقافة رصينة وحصافة متينة قضى المحيميد سنينًا وهو يتأبط أوراقه وكتبه كوقود رحلة نحو مشارب المعرفة ويستل قلمه كنبراس يضيء به مسارب «التشدد» ليخرجها كنتاج أدبي فريد وسديد متسلحًا بهموم الآخرين وملتحفًا بغيوم الإبداع التي أمطرت أملا واستمطرت تأملا في ردهات مجتمع ارتهن لرواياته كسبيل وصول ومنفذ حلول خارج طرق مكتظة بالعراقيل.
في الرياض ولد المحيميد وانخطف إلى «مآثر» السوية في جنبات حيه الصغير وأثر العفوية في وجوه جيرانه خاضعا لأثير «العرفان» في نصائح والده و»عبير» الحنان في دعوات» والدته.. فركض طفلا في أحياء عليشة ومنفوحة والروضة مخضعًا وقته لشقاوة بريئة أشبعها باللعب مع أقرانه وأسبغها بأسئلة استعمرت ذهنه جعلها «مائدة ذهنية يومية» أمام والديه تنتهي بإجابات تشربها كيقين ذات وتفهمها كمواطن إثبات فكبر وفي قلبه أنفاس «الأمنيات ونفائس «التحديات» ليكتب «الأحلام» كاستذكار مستمر في حضرة «استنكار» متسمر.
انجذب المحيميد إلى مكتبة مدرسته مبكرًا فظل يزاحم كتبه بالقصص والروايات مائلا إلى شغفه «الباكر» بالأدب الذي ملأ أركان غرفته بقصاصات «القصيبي» واقتباسات «نجيب محفوظ» مكملا رحلته الأسبوعية كشاهد على أمسيات اللاهثين وراء قراءة الكتب على ناصية شوارع «البطحاء» العتيقة مطلا على المستقبل من نافذة «الحكمة» متخذا من «الأنا والآخر» خلطة سرية لرصد الهموم ومن الانفتاح والتحضر منهجية علنية لصد «الحرمان».
تعلق المحيميد منذ الثمانينات بفن القصة فصدرت له مجموعات قصصية «ظهرة لا مشاة لها-1989م» و»رجفة أثوابهم البيض- 1993م» ومجموعة «لا بد أن أحداً حرك الكراسة- 1996 و»أخي يفتش عن رامبو- 2005م،» و»الأشجار لم تعد تسمعني- 2010م.» وبرع في الرواية وصدرت له روايات «لغط موتى- 2003» و»فخاخ الرائحة- 2003 « و»القارورة- 2004،» و»نزهة الدلفين- 2006م» و»الحمام لا يطير في بريدة 2009م» ورواية «رحلة الفتى النجدي 2013م» و»غريق يتسلى في أرجوحة 2015م» و»أكثر من سلالم 2019م».
وشارك المحيميد في عدد من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية واختير عضوًا في مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي سابقا، وعمل رئيساً لتحرير مجلة «قوافل» الثقافية ورئيسا للقسم الثقافي بمجلة اليمامة. ويكتب زاوية صحفية أسبوعية عنوانها «نزهات» يومي الأحد، الثلاثاء، من كل أسبوع بصحيفة الجزيرة. ترجمت رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والرومانية والتركية والروسية وغيرها, ونشرت عدة صحف أجنبية مقالات عنه وعن رواياته واعتبرته جريدة اللوموند الفرنسية قائداً للرواية السعودية. ويعتبر المحيميد أول روائي سعودي يتعاقد معه وكيل أعمال أدبي أجنبي، نالت روايته «فخاخ الرائحة» جائزة الزياتور الإيطالية للأدب العالمي عام 2011م. وحصدت روايته «الحمام لا يطير في بريدة» جائزة أبو القاسم الشابي للرواية العربية عام 2011م. ونالت روايته «رحلة الفتى النجدي» جائزة وزارة الثقافة والإعلام في معرض الرياض للكتاب عام 2013م.
قفز المحيميد من على أسوار الاحتفاء إلى منصات الانتقاء تاركا منصة توقيعه في شهادات «المتلقين» واستشهاد «المتفقين» مطرزًا رداء الرواية بحياكة «المعنى» متجاوزًا «سقف» الاستحالة بآفاق «الإحالة» من الانغلاق إلى الانعتاق معززا إنقاذ المجتمع من قيود «الرتابة» وجمود «النمطية» إلى ساحات «التغيير» ومساحات «التعبير» ليكتب «مراسيم» القصة ويؤسس «مراسم» الرواية رحابة جلية وصلابة متجلية كتبها المحيميد في قالب «روائي» جعل القارئ يتقلب في فضاء من «الدهشة» وعالم من «الاندهاش».
يوسف المحيميد المستثمر البارع الذي وظف مواهب الثراء الثقافي ففاز بموارد الإثراء الأدبي كفارس للرواية ومهندس للقصة.