صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور / فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، سلام الله إليك: شاب بإهاب شيخ أخلصت جوهره السنون وأحكمت رأيه، وشيعت قلبه العقيدة، وأعلت صوته النزاهة، وقدست شخصه التضحية، حكم منطقة القصيم أميرًا؛ فجهل الهوى وأنكر الفرقة بين الناس فسل أحقاد الصدور وأذهب صراع الأسر في مدن عمله، لا يقطعه يأس، ولا يردعه شيء عن تنفيذ أحكام الشريعة وفيما يراه الصالح العام، فلا يخذله طمع، ولم يكن يقعد به البُعد والإجازات عن تدبير المهام لتحقيق مصالح الناس.
حياك الله أميرًا من المتميزين ومن المخلصين الذين يضعون مصلحة الدولة نصب أعينهم، ولاءً مقدسًا للعرش الكريم والقيادة الحكيمة فنسوا في غمرة أعمالها مصالحهم الخاصة، بل وضعوها تحت الأقدام، إن حياته الوظيفية، ورسالته السامية وجهوده، وأعماله، وتضحيته، كلها، في سبيل الدولة.. فحياته المباركة سلسلة متواضعة من أجل حرية الوطن وكرامته، ووعي المواطن، والولاء الصادق التام لملكه وفاءً بالعهد.
هذه الحياة العملية لسموكم الكريم يشهد بها القاصي والداني ويشيد بها، وهي درس للأجيال وعبرة لكل من هو في حاجة إلى دروس التضحية والوطنية والإخلاص.
فيصل بن مشعل بن سعود حفيد جلالة الملك الراحل سعود، يرحمه الله، مخلص في وطنيته لا يهادن في الدفاع عن الحق، ولا يتسامح في حقوق الناس، ولا يخشى غير ربه.. إنه مثل أعلى بين الرجال العاملين الأوفياء لأوطانهم، اسمه يزداد رسوخًا في أذهان المناطق، ووطنيته كانت ولا تزال على كل لسان؛ حياة اتسمت بالكفاح من أجل رفع راية الحق والعدالة ودفع المملكة نحو الحضارة والتقدم.. كان الإعجاب والتقدير لمواقفه الرائعة إزاء دفع عجلة التنمية الحقيقية وتحقيق رؤية 2030 والتحول، ومعالجة وتحليل المخاطر عملاً رائدًا جبارًا في كل مشاريع منطقته، يستحق أن يكون موضع فخر الوطن والمواطنين كافة.. هذا الأمير من مسؤولي الدولة ورجال الحكومة ويناقش الأعمال والاحتياج والمتطلبات.. سمعة حسنة، وذكرى طيبة، وأخلاق ملوك حميدة، يغامر في خطير الأمور ويطمح إلى بعيد المدارك.. ملأ دائرة مسؤولياته بالأمل الواقع، والعمل المثمر شعورًا بحجم المسؤولية، جزاه الله خيرًا، وأعانه على تجاوز حلول القضايا المعضلة، بل حمله على النفاذ إلى الجوهر والتمسك بالصدق في القول، والإخلاص في العمل، أحيا في خواطر أبناء القصيم مثلَه العالي، أثابه الله على ما بذل في سبيلها من مال وجهد ونفس.
حيا الله الأمير الصالح حفيد جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز، اثنان وخمسون عامًا تمر على وفاته -يرحمه الله- ولا يزال أثره بارزًا في كل ميدان ارتاده فما أقصر السنون وأسرع جريانها، أجل! تمر السنون ولكن الآثار التي يبقيها الملوك العظماء في الحياة تظل خالدة لأنها تحفر في ذاكرة الزمن وفي لوحه المحفوظ.. ومما تفاخر به الأمم الصفوة من أبنائها البارزين الذين ثابروا واجتهدوا وعملوا بصدق وإخلاص في سبيل إعلاء اسم الوطن، وإنكم يا صاحب السمو بما قدمتموه من سخي العطاء وبما سجلتموه من صفحات عطرة في مجال الإبداع، أهل لكبير التقدير والاعتزاز مع أطيب تمنيات الجميع في مناسبة تكريمكم من الهيئة العالمية لتبادل المعرفة (بوسام الريادة والقيادة) بموفور الصحة والسعادة وبمزيد من العطاء المتصل إسهامًا في عز بلدنا العزيز وقيادته المنصورة، حياك الله سمو الأمير وأطال حياتك فأنت من زينة الوطن التي لا تعوض في هذا الزمن، فلكم التهنئة الصادقة والترحيب بك، لكم منا الوفاء والتقدير ودعاء بالتوفيق والعفو والله معكم أينما تكونوا، دامت راياتكم منصورة وآياتكم منظورة وقصور حكمكم بالعدل والسعد معمورة.
** **
اللواء م / سعود بن مشعان مناحي الدُّخيِّل