حوار - فيصل عطا:
علي النمر نجم سطع في حواري الرياض ثم تتلمذ على يد محمد الشلهوب من خلال أكاديميته، وكان قريبًا من تمثيل نادٍ إماراتي قبل تطبيق نظام المواليد الذي مكّنه من تمثيل المنتخب السعودي واللعب في دوري المحترفين السعودي وتحقيق حلمه، يتحدث لـ«الجزيرة» عن تجاربه والمراكز التي يفضل اللعب بها وكيف انتقل للوحدة بعد العودة من إسبانيا، ويتحدث لأول مرة عن إصابته ومدى تعافيه منها، ويعترف بميوله قبل الاحتراف.
* كيف بدأت تجربتك في أكاديمية الشلهوب؟
- لعبت مع فريق حارتي ضد فريق أكاديمية الشلهوب في أحد الدوريات وبصراحة أعجبتني الأكاديمية وإمكاناتها وزراعة الملعب كانت مغرية بالنسبة لي وتساءلت إلى متى سأبقى في الحواري؟ رغبت في التطور فذهبت وتحدثت مع محمد الشلهوب برغبتي في الانضمام لهم ورحب بي حينها ولم يقصر معي، وكانت هناك انطلاقتي الحقيقية كون اللعب على الملاعب المزروعة مختلف كليًا عن ملاعب الحواري وأن تكون تحت قيادة وتوجيه أسطورة وقدوة بحجم الشلهوب وتستفيد منه فهذا يعني الشيء الكثير.
* حدثنا عن تجربتك في الإمارات؟
- كانت عن طريق وكيل أعمالي حينها يوسف الموينع، ذهبت مع أحمد أشرف لاعب الهلال حاليًا، للعب في دوري شركات لتشاهدنا الأندية الإماراتية، ووردني عرض من نادي إماراتي يلعب في الدوري الممتاز ولكن لم يُكتب لها أن تتم بسبب سوء تفاهم فقررت العودة إلى الرياض.
* كيف رأيت تجربتك في إسبانيا؟
- بالنسبة لتجربة إسبانيا فأعطيها 9 من 10 ولو خُيرت لبقيت هناك، لأن الحياة مختلفة وكل شيء مختلف كليًا كونها تجعل اللاعب هناك يهتم بنفسه ولا ينتظر أن يقول له المدرب ماذا يفعل؟ كما أن النظام الغذائي مختلف كليًا عن نظامنا كعرب ويساعدك على التطور داخل الملعب، إضافة إلى المتابعة الدقيقة في التفاصيل مثل أوزان اللاعبين ومحاسبتهم على الزيادة والنقصان، كما أنك تشاهد هناك إمكانات عالية واحتراف حقيقي وعلى الرغم من عدم منحنا الفرصة بالمشاركة ولا أعلم سبب ذلك حتى الآن، إلا أنها كانت تجربة مثرية وللأمانة استفدنا كثيرًا منها على جميع الأصعدة أنا وزملائي اللاعبون ولن ننسى ما قدمه لنا معالي تركي آل الشيخ الذي اهتم بنا حينها ووفر لنا جميع سبل النجاح وكان حريصًا على تطويرنا.
* تجربتك في الشباب؟
- لم أكمل بالشباب ثلاثة أيام إلا وأتى الاحتراف الخارجي فغادرت النادي، وفور عودتي جاءني عرض من نادي الوحدة فرحبت بذلك، ارتباطي بكرة القدم كبير ولم يكن يهمني حينها سوى اللعب ورأيت أن تجربة الوحدة ستكون مفيدة لي أكثر وسأشارك في عدد مباريات أكبر كونها أول سنة لي في دوري المحترفين السعودي، لم انتقل للوحدة لعدم ضمان خانتي، بل على العكس كنت واثقًا من إمكاناتي وواثق بأني أستطيع البروز وإثبات نفسي في أي نادٍ ألعب له وأخيرًا البقاء للأفضل، ستبقى بقلبي محبة خاصة لنادي الشباب كونه أول نادٍ وقعت معه عقدًا احترافيًا رسميًا.
* هل تعاني من ضعف في التأسيس؟
- لم أحظ بفرصة ليتم تأسيسي في أحد الأندية بالفئات السنية وبلا شك أن من يتم صقله في مدارس الأندية سيملك «تكنيك» أعلى وأفضل من لاعبي الحواري، كما أن الاهتمام باللاعب والتزامه بالمواعيد في التمارين بلا شك سيحدث الفارق معه، ولكن الحمدلله أني تمكنت من الوصول إلى ما أسعى إليه وأريده، ومن الصعب أن تشاهد لاعبًا لم يتم تأسيسه في الأندية بالفئات السنية وتراه بالفريق الأول مباشرة، كان تحديًا صعبًا بالنسبة لي، وأما بالنسبة للبنية الجسمانية فهي لا تعني شيئًا أمام العقل في كرة القدم، ونحن نشاهد معظم صناع اللعب حول العالم تكوينهم الجسماني ضعيفًا وفي دورينا كذلك أبرز صناع اللعب مثل جوفينكو ونواف العابد لا يملكان المقومات الجسمانية القوية، ولكن فنيًا في الملعب ممتازان ومستواهما عالٍ جدًا.
* هل تتعمد تقليد اللاعب الإماراتي «عموري»؟
- كثير يكلمني عن هذا الموضوع وينتقدني كوني أصبحت لاعبًا محترفًا ولا يجب علي أن أقلد «عموري» ولكن لا أهتم لكل ذلك، بالعكس أحب لعب «عموري» وشخصيته داخل الملعب من أيام الحواري وعلى الصعيد الشخصي استفدت منه كثيرًا كونه يعطيني بعض النصائح ويحفزني وسيبقى بالنسبة لي قدوة داخل الملاعب وبصراحة أنا لي أربع قدوات في الملاعب السعودية وهم: محمد نور وعمر عبدالرحمن ومحمد الشلهوب ونواف العابد، أحب طريقة لعبهم وشخصياتهم كثيرًا، وأتمنى اللعب بجانبهم في يوم من الأيام.
* تعليقك فيما يخص صورك المنتشرة بقميص الاتحاد؟
- لا أنكر اتحاديتي حينها ولا يمكنني تكذيب ذلك، كنت مشجعًا اتحاديًا آنذاك مثلي مثل أي مشجع لأي نادِ، ولكن الآن أنا لاعب محترف أحترم عقدي والنادي الذي ألعب له، ولا يهمني سوى الوحدة.
* رأيك كلاعب في الدوري هذا العام ووجود الـ8 محترفين أجانب؟
- دوري هذا العام قوي جدًا على المستوى الفني، ووجود 8 لاعبين أجانب بالنسبة لي إضافة مميزة للدوري ولا يوجد مدرب سيفرق بين أجنبي ومحلي، من يؤدي أفضل في التمارين سيشارك وشاهدنا الكثير من الأجانب في الدكة والمحليين أساسيين، هو تحدٍ صعب بلا شك ولكن ليس بمستحيل، وأعتقد أن الدوري قد حسم للهلال بنسبة كبيرة كونه يملك أجانب ومحليين على أعلى مستوى.
* ما المركز الذي تفضل اللعب فيه داخل الملعب؟
- المدرب فابيو كان يشركني كمحور ثانٍ وأحيانًا كصانع لعب، بينما ميدو لعبت معه كصانع لعب وجناح أيسر، أما بالنسبة لي أفضل اللعب في اليسار أو خلف المهاجم ولكن أحترم رأي المدربين، فمثلاً فابيو كان يرى فيني أن ألعب كمحور ثانٍ بالرغم من أنه يعلم أني أفضل اللعب في الأمام والمبادرة الهجومية، لكني جاهز للعب في أي خانة يراها المدرب، وإجادة اللعب في عدد من الخانات أمر مميز ويعطي المدرب حلولاً وأريحية في إشراكك في المكان الذي يحتاجه الفريق.
* طمئنا على إصابتك؟
- الحمدلله وصلت لمرحلة متقدمة في العلاج وتخطيت نحو 70 في المائة منه، وسبب ارتدائي للقناع هو وجود الخمسة كسور وبإذن الله في غضون شهر أو أكثر بقليل سأتخلى عنه.
* هل قام دياز بالاعتذار منك بعد إصابتك الأخيرة؟
- لا بصراحة لم يعتذر ولم يتواصل معي، ولكن تواصل معي سلمان المؤشر ونوح الموسى، كما زارني رئيس النادي الأهلي عبدالله بترجي.
* هل تمنيت معاقبة دياز بعد إصابتك القوية منه؟
- بصراحة أنا أرى أن في لجنة الانضباط من هم أكفأ وأفضل مني في النظام وأقدر اعتذار الدكتور أيمن الرفاعي، وحقيقة لا أعلم هل كان هناك تعمد من دياز أم لا؟ ولكن هذه الاحتكاكات واردة في كرة القدم وأنا كلاعب يجب على أن أعلم وأدرك أنني معرض للإصابات وربما أقوى من هذه، ووالله أني لا أحمل في قلبي شيئًا على اللاعب وأراه اشتراكًا يحصل في كرة القدم.
* ما رأيك كلاعب في تقنية VAR؟
- تقنية VAR بصراحة من أفضل التقنيات في كرة القدم وهي ممتازة جدًا، حيث تعطي كل ذي حق حقه ومن يشتكي منها ولا يريدها بلا شك أنه يرى أنه تضرر منها لأنها أنصفت غيره، ولكن هي تقنية لا تكذب ولا تظلم بل تساعد الحكم ليرى الحالة بنفسه وبشكل واضح وتنصف الجميع، وعلى الرغم من احتساب ركلة جزاء ضدي للاعب الشباب بعد العودة إلى الـVAR التي تسببت في خسارتنا إلا أني لا أحمل التقنية ذلك، بل أحمل نفسي المسؤولية وأنا مع الحق دائمًا سواء كان لي أم علي.
* ما هو سبب تدني مستويات الوحدة مؤخرًا؟
- بدأنا بتعادلات مستمرة ونتائج سلبية ولم يكن هذا الأمر مرضٍ بالنسبة لنا، ولكن كنا مجموعة جديدة نحتاج إلى الوقت للتأقلم واحتجنا إلى الوقت للانسجام كمجموعة، وربما أننا دخلنا بطموح ورغبة مختلفة عن أي نادٍ صاعد يسعى للبقاء فنحن دخلنا برغبة الحصول على مقعد آسيوي وهي رغبتنا كلاعبين، أما بالنسبة لانخفاض المستوى هو أمر طبيعي جدًا في كرة القدم، ولكن الأهم أن نحسن من وضعنا تبقت لدينا نحو 10 جولات يجب أن نقدم كل ما لدينا لنسعد جماهيرنا ونحقق هدفنا الذي نلعب من أجله.