يوسف المحيميد
حين كنت في بوسطن عام 2008 مشاركا بندوة في جامعة هارفرد، وتوجهت إلى مقر إذاعة لإجراء حوار حول الرواية والكتابة، قادتني منسقة كبيرة، تحدثنا أثناء الانتظار عن الحياة في أمريكا، والأجيال الشابة هناك، وأدهشتني أنها اختارت لحفيدها دراسة اللغة الصينية في المدرسة، مؤكدة أنها لغة المستقبل، واللغة الأهم بعد الإنجليزية، لأسباب كثيرة، ثقافية واقتصادية وسياسية، ومذاك وهذه اللغة تنتشر في مطارات الدول الغربية ومحطات المترو فيها، وفي كثير من مفاصل الحياة اليومية في الدول المتقدمة.
وحين يتم إدراج اللغة الصينية كلغة ثانية في مقررات التعليم العام لدينا بجانب اللغة الإنجليزية، فذلك ليس لقوة الصين الاقتصادية وشراكتها الإستراتيجية مع المملكة فحسب، وإنما لقيمتها الكبرى وانتشارها أيضًا، وتوسع استخدامها في العالم، حيث يتحدثها ضعف عدد من يتحدث الإنجليزية تقريبًا، وهي تتمدد بشكل مستمر، يدعمها دولة عظيمة تمتلك اقتصادًا يؤثر بقوة على العالم، فمعدل نمو الاقتصاد الصيني يؤثر على الاقتصاد العالمي، حيث يؤثر ذلك على نمو الطلب العالمي على البترول، ومن خلال معرفتي البسيطة، أجد بضعة أصدقاء واصلوا دراساتهم العليا في الصين، في مجالات مختلفة، وسيكون لهم دور بارز، كما للأجيال التي سبقتنا في دراسة الإنجليزية في بريطانيا والولايات المتحدة، وعادوا ليقودوا نهضة تعليمية وإدارية واقتصادية، بينما هؤلاء الذين تعلموا في الصين وأتقنوا لغتها سيقودون نهضة تعليمية وتدريبية ثانية، تؤسس لنهضة صناعية كبيرة.
كل ما هنالك أن نبدأ بتعليم اللغة الصينية بطريقة تدريجية، نؤسس لها جيدًا بتخصيص أقسام لها في كليات الترجمة بمختلف الجامعات في المملكة، كيف يتم تخريج أساتذة مختصين بتدريس اللغة الصينية.
وعلينا أن ندرك أن جيل الغرب سيتقادم تدريجيًّا، وجيل الشرق قادم بقوة وثقة كبيرتين.