فهد بن جليد
نجاح جولة سمو ولي العهد الآسيوية، والاستقبال الحار الذي وجده في المحطات الثلاث التي زارها تأكيد جديد على مكانة المملكة على الخريطة العالمية، وقدرتها في تدعيم شراكاتها الدولية والحفاظ على مصالحها في كل اتجاه، وتدشين مرحلة جديدة وخاصة جدًا من العلاقات والصداقات مع تلك البلدان وفق رؤى وتطلعات مشتركة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونموًا وتفاؤلاً، وهي جولة لا شك حظيت باهتمام عالمي لافت لما لها من دلالات كبيرة ونتائج مثمرة في مسار العلاقات السعودية مع كل من باكستان والهند والصين، القوى الاقتصادية والعسكرية والبشرية التي تمثل جزءًا مهمًا من عالمنا، لقد كانت قدرة سمو ولي العهد في سحر قلوب شعوب وحكومات تلك الدول مُبهرَّة، وكأنَّه يجيد بالفطرة فن بناء العلاقات الإستراتيجية والمصالح، وهو يتحدث بعمق وبقلب يملأه الحب والسلام والتفاؤل، يقرأ التاريخ ويسبر أغواره، ويرتكز على الحاضر الصلب مُعتمدًا عليه، ويتطلع لمُستقبل واعد ويعمل للوصول إليه، لذا هم يعلمون جيدًا الثقل الديني والسياسي والاقتصادي الذي يمثله سموه، كولي لعهد المملكة العربية السعودية وعرَّاب رؤيتها الوطنية 2030 التي تعد فرصة ثمينة يحرص الغرب والشرق ليكون جزءًا منها، ويُشارك في صناعة مستقبله من خلالها وبالتفاعل معها.
بكل تأكيد كل هذه الاتفاقيات والتفاهمات التي وقِّعت وتم التوصل إليها في هذه الزيارات لم تكن وليدة اللحظة أو نتيجة العاطفة، بل سبقتها خطوات تحضير تمت بعناية شديدة لتقييمها ودراستها ومعرفة المردود والمصلحة التي ستعود على المملكة وعلى هذه البلدان الشقيقة والصديقة منها، فالعواصم الثلاث التي توقف فيها سمو ولي العهد تدرك جيدًا أهمية تنمية وتطور العلاقات الاستراتيجية مع الرياض وحجم المردود السياسي والاقتصادي الذي سيعود عليها نتيجة ما تعيشه السعودية من تحول اقتصادي كبير لصناعة مستقبل المنطقة وجزء كبير من العالم.
المراقبون أجمعوا في تعليقاتهم وتحليلاتهم أنَّ مصالح باكستان والهند والصين مع السعودية أكبر بمراحل، وأهم بكثير من أي علاقات مشبوهة محفوفة بالمخاطر مع إيران التي تئن تحت تأثير وضغط العقوبات الأمريكية، باقتصاد مشلول ومنهار داخليًا، لذا كانت تلك المُحاولات المُفتعلة للتشويش على زيارات سمو ولي العهد بالأكاذيب والفرقعات الإعلامية من قبل إيران وتركيا وتنظيم الحمدين وأذرعهم الإعلامية أمرًا مُضحكًا ومُخجلاً ومكشوفًا، أكد حجم وعمق عزلة هذه البلدان وضيق أفقها.
وعلى دروب الخير نلتقي.