فوزية الشهري
فرط الحركة وتشتت الانتباه يعرف أنه اضطراب مزمن يصيب الملايين من الأطفال ويستمر إلى سن البلوغ في العادة، ويتضمن مواجهة صعوبة في الحفاظ على التركيز بشكلٍ مستمر، وفرط الحركة، والقيام بتصرفات مندفعة ومتهورة، فيؤثر هذا الاضطراب في أداء الطفل المدرسيّ وفي قدرته على التعامل مع الآخرين. وفي الحقيقة لا يوجد علاج يؤدي إلى الشفاء التام من هذا المرض إلا أنّ التشخيص المبكر واتباع الخطط العلاجية يؤدي إلى مساعدة المصاب على التعامل مع الأعراض وتحسينها.
ويعتبر فرط الحركة وتشتت الانتباه الأكثر انتشاراً لدى الأطفال.. وهناك إحصائية تشير إلى أن حوالي 15 % من أطفال السعودية يعانون من هذا الاضطراب. يصاحب هذه النسبة الكبيرة عدم وعي من الوالدين وكثير من المربين والتربويين عنه أو عن كيفية التعامل مع المصاب به.
وقد أنشئت جمعية إشراق كأول جمعية في منطقة الشرق الأوسط لدعم هذه الفئة عام 1430هـ، وتهدف إلى تقديم الدعم المتخصص والشامل لهذه الفئة وكذلك التوعية والتعريف به وتقديم البرامج للتدريب والتعليم المستمر للأهالي والتربويين والممارسين الصحيين.
تقدم جمعية إشراق برامج تهدف إلى جيل واعٍ من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يفتخرون بنجاحهم ومن هذه البرامج (رزين) الذي صمم لاستثمار طاقات وإبداعات الشباب من خلال تدريبهم على تطوير المهارات التنظيمية وبناء العلاقات الاجتماعية وبرنامج (آزر) يشرف عليهم إخصائيون نفسيون للوصول بهم للمشاركة والتعايش والشعور بالانتماء مع المجتمع، كما أن برنامج (تقارب) أطلق من أجل أن يجمع أسر هذه الفئة، وكذلك برنامج (مستشارك) يقدم خدمات استشارية هاتفية للتوعوية والدعم وإيماناً منها بتواصل العطاء أقامت (مخيم التدخل الصيفي) الذي يتبع أسلوب العلاج بالترفية وأثبتت الدراسات بأن التدخل في السلوك من خلال اللعب من أفضل الطرق العلاجية عالمياً، ومن جهودها الرائعة التي تسجل لها كمبادرة رائدة أنها تسعى الجمعية لوضع دليل موحد للتشخيص والعلاج، ومن البرامج النافعة تعليمياً.
تقدم مشروع دعم التربويين بورش عمل ودورات مصممة للتوعية وكيفية التعامل؛ وكنت كتربوية من المستفيدين من هذا البرنامج الرائع، الذي قدم بالتعاون مع إشراق لمنسوبات وزارة التعليم وكم أتمنى زيادة مثل هذا البرامج التوعوية للتربويين والأسر للمساعدة على الكشف المبكر، كما أتأمل أن نستحدث نظاماً ليكون الاختبار والفحص عن هذا الاضطراب من ضمن الكشوفات الصحية للطفل قبل دخول المدرسة لمساعدتة من أول طريقة الدراسي وتذليل الصعاب عليه. وأخيراً إن الدعم المادي والخدمي واجب علينا كمواطنين للوقوف مع الجهود الجبارة لجمعية إشراق.
الزبدة:
لماذا نحيا إن لم نكن نبذل الجهد في جعل الحياة أيسر بالنسبة لبعضنا البعض..
«جورج إليوت «،،،