د.عبدالعزيز الجار الله
جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الدول الثلاث (باكستان والهند والصين) ركزت على حزمة من الأهداف منها الاستثمار السريع والعاجل، وأيضًا على تمتين الروابط التاريخية ما بين السعودية والسجل الطويل لصداقة شعب المملكة والجزيرة العربية، وبين الدول الثلاث باكستان والهند والصين والمحيط الآسيوي مثل اليابان وإندونيسيا.
عملت زيارة سمو ولي العهد على تحقيق أهداف عدة أبرزها أهداف: سياسة واجتماعية واقتصادية واستثمارية وتاريخية. فدول جنوب وشرق آسيا تشكل الثقل السياسي والسكاني والصناعي والتجاري الكبير في العالم، وهي محور سياسي واقتصادي وأمني لاستقرار العالم، ويعمل المعادلة الصلبة في الصراع السياسي في عالم اليوم، الديمغرافي السكاني يشكل الرقم الصعب في السياسة والاقتصاد، واستثمار النفط الذي تمتلكه بلادنا السعودية طاقته القوية هو المحرك الاقتصادي والتجاري ومعه يحرك علاقة دول آسيا بالسعودية، كذلك قناعة الدول التي يزورها سمو ولي العهد وما يحمل من طروحات واتفاقيات سريعة تنفذ خلال عامين هي القوة والمحرك التي تجعل مثل هذه الدول تتحرك سريعًا وتبادر في الاندماج والتلاحم الاستثماري العاجل مع دولة مثل السعودية صاحبة الصناعات النفطية والمخزون الهائل الأكبر في العالم من الطاقة.
ارتبطت السعودية بشعبها وعراقة أرضها وتاريخ دول الجزيرة العربية العريقة منذ آلاف السنين بروابط تاريخية طويلة مع هذه الدول أشار لها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثناء كلماته في الخطابات الرسمية مع قيادات الدول الثلاث، كما بادلته قيادات الدول نفس المشاعر والتذكير بالرابط الاجتماعي والحضاري ما بينها والسعودية (دول جنوب وشرق آسيا) منذ آلاف السنين حيث شكلت مياه الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب التي هي جزء من مياه المحيط الهندي، وأيضًا مياه المحيط الهادي -شكلت- الحوض الواسع للعلاقات العريقة بين جنوب وشرق آسيا، والسعودية والجزيرة العربية (جنوب غرب آسيا)، التي عبرت تجارته عبر يابسة أرض آسيا محملة بالبضائع المتبادلة بين أقاليمه وأقطاره، إما من خلال تجارة مباشرة أو شراكة أو ناقلة المرور لأوروبا وإفريقيا، هذه الدول الواقعة على أطراف البحار والمحيطات شكلت الجسور المتينة فيما بينها عبر التاريخ الإِنساني الطويل الذي نرى فيه اليوم ولادة استثمارات واقتصاديات غزيرة وغير مسبوقة محملة بأهداف ماطرة مثل أمطار مناطقها الموسمية وشبه الدائمة التي لا تتوقف.