د. حسن بن فهد الهويمل
ما نوده -ويوده كل عاقل- لمشاهدنا الثقافية، والأدبية، أن تكون في مستوى المرحلة المأزومة.
والتطلعات لن تتحقق في غياب النخبة، أو حضورهم المداهن.
مشهدنا النقدي لم ينهض بمهماته، لأن المتنفذين فيه إما ناقصو أهلية، أو أنهم منشغلون ببناء أمجاد ذاتية تتطلب تكثير السواد، أو أنهم مكتفون بالدراسات التنظيرية.
. الناقد في المشهدالأدبي كالقاضي في المحكمة؛ لا يستقيم الأمر معه إلا بالعدل، واكتمال التصور، والمعرفة.
فيوض الإبداعات: الشعرية، والسردية ليست على المستوى المشرف. فـ(الشعر) بلغ درك النثرية والغموض. والسرديات لا تخلو من الإخفاقات اللغوية، والفنية، والأدب المكشوف، أدب الاعتراف؛ القادح في المروءة.
أدبنا المحلي كأي أدب عربي يحتاج إلى حُراس: فن؛ وفضيلة، فالناشئة قد يتعجلون الحضور ببضاعة رديئة، لا تسد الخلال.
لقد فوجئ المشهد الأدبي بانفجار سردي يظنه البعض إبداعًا، وما هو في الحقيقة إلا قدرة إنشائية رديئة، مع ما يوهنه من تسطح موضوعي، وركاكة لغوية، وضعف فني.
والنقد إن لم يحم ساقة الأدب، ويرود له المقدمة فَقَدَ هو الآخر أهلية الحضور المشرف.
لقد قلت ما أرى حول جناية السرديات، وأشرت إلى طائفة من المقترفات، وكنت أود المشاطرة ممن يهمهم الشأن الأدبي.
ما أوده لمشهدنا ألا يحتفي بالمتردية، والنطيحة، والموقوذة، وما قُرِّب قربانًا للمشهد الغربي، فنحن أمة لنا حضارتنا، وأدبنا، وذوائقنا، وخصوصيتنا، التي يستنكف من ذكرها المتذيلون.
الحضور المتميز في المشهد يكاد يقتصر على التنظير لا أستطيع التنكر لمشهدنا ولا لكافة المؤسسات والصالونات والملاحق الأدبية.