محمد جبر الحربي
1.
دعيني قليلاً
سأكتبُ شيئاً بسيطاً
لأني رأيتكِ قربَ الحروفِ كفَجْرٍ
وكان الزمانُ يمرُّ علينا رقيقاً
فنهديهِ ما أغمضَ العين سُكّرةً
تينةً مِنْ يديكِ
كنوزاً لأجدادكِ المترفينَ
الغناءَ
الأهازيجَ
يرضى
يقولُ لمن آنسُوا القلبَ
مَنْ سكنوا
ها تعالوا إليْ.
فقد جادَ قومٌ علَيْ.
2.
اليمامُ يقولْ
بين حلمٍ بنجدٍ
ونخل الحجاز
وما يرتجيهِ
الحكايا تطولْ.
قالها ومضى
شاعرٌ
أسكن الأهل أغنيةً وارتضى النوم بين الفصول.
أمطرتْ بعدَه
كلّ أقواس ألوانِها
ثمّ فاضتْ على الضفتين كما يفعلُ الطيبون السيولْ.
3.
قالوا إني متُّ
وقالوا ما عاد كما كانْ.
قالوا،
كم قالوا..
أنظرُ للأشجار وتبتسم العينانْ.
إني يا أهل الموت
أعيشُ وأسكنُ في عينيها
أفديها هذي الأوطانْ.
موتوا من خجلٍ
ما دامت هذي الحرة
هذي العربية، أحلى البلدانْ.
4.
بين قلبي وقلبي خِصَامُ.
بيننا رُغْمَ طِيبِ الحياة.. لئَامُ.
أعشقُ الأرضَ.. يكرهُها
أوثِقُ العهدَ ينكثُهُ
أحرُثُ الحرْثَ يحرِقُهُ..
أعرش الكرم يسرِقُهُ
يعتلي مكرَهُ،
وينَامُ..!
أنتَ.. يا أنتَ
يا نائمَ الصبحِ..
هلَّا صحوتَ مِنَ الوهمِ
إنّا بها الحقُّ والعدلُ
إنّا بها النخلُ واليانعاتُ
وها أهلنا
ها هنا
وهنا.. بيتُنا والمُقَامُ.
كيفَ تُغمضُ جفنيكَ
قل لي:
وكيف يموتُ لديكَ الكرَامُ..؟!
5.
ويا جَبْرُ إنِّي سآتي
فدعني قليلاً
أرتِّبُ بيتَ القصيدِ
ووردَ الحبيبةِ
إنِّي دعوتُ الإلهَ كثيراً:
أريدُ سنيناً..
بلا نكسةٍ
أوْ هزَالْ.
وأنْ أهبَ الأرضَ مني كتاباً
فتيَّاً كروحي،
شقيّاً كأسئلةِ الطفلِ
في دهشةٍ واشتعالْ.
على كلِّ حالٍ
أنا في ارتقاءِ
وإني سعيدٌ على كلِّ حالْ.