في طبعة أولى 2019، صدر كتاب بعنوان: «مقالات الزيات المنسية»، من جمع وتحرير وتقديم محمد بن سعود الحمد، في خمس وثمانين ومئة صفحة من القطع المتوسط، حيث يقول الحمد: الزيات من أبرز الأعلام الذين حلقوا في سماء المقالة الأدبية الصحفية، الذي جعل منه فارس هذا الكتاب، الذي يعد أحد أبرز أقطاب المقالة الأدبية، وقد تجلّت براعة الزيات في مقالاته التي نشرها في مجلة الرسالة، التي جمعها في مجلدات «وحي الرسالة»، ونحن إذ نقدم هذه المقالات (المنسية) للزيات، التي وجدناها تائهة ومفرقة في ثنايا الإصدار الأخير لمجلة «الرسالة»، فإنما نستكمل إبداعات الزيات في أدب المقالة الأدبية، لتكون مرآة لذلك العصر الذي كتبت فيه، 1962- 1965م، من النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية، وهذه النصوص التي نقدمها اليوم تتجلى فيها بوضوح سمات أسلوب الزيات الزيات في أدب المقالة الأدبية، الذي تفرَّد به عن أقرانه، بالإشراق والحيوية والأصالة وتناغم الكلمات التي تترك صداها في أذن القارئ، حيث يتوافق الجرس الموسيقي، وتتراوح الجمل، فتلمس المشاعر، وتحرك الأحاسيس والوجدان.
وفي سياق جمع هذه المقالات المنسية، للزيات أضاف الحمد قائلاً: إلى جانب كل هذا يأتي نقاء الفكرة، وصفاء اللفظ، وحسن اختيار الموضوع، والعاطفة الجيَّاشة، والمشاعر الفياضة، والترتيب في سرد الأفكار، والهدوء والاتزان والقوة والإتقان، وكلها خصائص أسلوبية تعكس شخصية الزيات وطبعه، وذوقه الفني والإنساني، فلقد ظلت مجلة (الرسالة)، منارة ثقافية للفكر العربي والأدب الرفيع والصحافة الراقية لمدة تقارب العشرين عاما، منذ نشأتها وحتى احتجابها 1933-1953م، فكانت المجلة كما وصفها مؤسسها، بحكم ثقافة القائمين عليها والمحررين فيها، مجلة عربية إسلامية مشرقية، تعتمد على الأدب العربي قديمه وحديثه في كل زمن وكل بلد، تؤثر الأسلوب الرفيع، واللغة الفصحى، والأغراض النبيلة، حيث وجد فيها الكتاب العرب، مجالا للتعارف والبحث والظهور، في سيبل الأهداف الكبرى تجاه وحدة مشتتة، وأوطان عربية مسلوبة.