ما من بد أن يكون في حياتك شخص أو عدة أشخاص يحسبون أن الله خلقهم وحدهم ! ويعتقدون في قلوبهم أنهم مدار الكون وأن بأيديهم فرض رأيهم على الجميع لأنهم يرون أن كلَّ شيء صحيح ما دامت هكذا تخبرهم عقولهم ..
لا بأس فكلنا نتعرض لقياس مدى قوة صبرنا أمام هذه النماذج المنفرة !
لكن أن يتطور الموضوع ويصل (ويتفشى) إلى الساحة الأدبية هذا ما لا يتحمل !
فالاستعلاء (بلا شيء) يهدد الطبيعة الأدبية ويحول مناخها إلى نسق غير مقبول، يجعل المكان ممتلئ بالفوقية التي تزدري كل شيء حولها...
والأصعب أن هذا الاستعلاء يؤدي إلى تضخم الشخصية الموبوءة بهذا الوباء بفراغات آسنة.
فأنت تؤدي دورك بإتقان لتأتي تلك الشخصية المستفزة تتسلقك في بهرجة وجعجعة !
يفتنها حب الظهور المَرَضيّ الذي من شأنه أن يحطم الوعي بداخلها.
(الأنا) حين تتمدد في الداخل وتشق غبارها دون أي ضبط يكون من نتائجها مثل هذه النماذج التي تعشق التزلف وتحب أن تُدعى بما لا تملك وإن ملكت تفاخرت وأشعلت الدنيا ضجيجا وصخبا وهرولة وراء المديح!
تلك الشخصية تنتفخ بأوداجها كالبالون تمرر من خلال ذلك رسالة تنم عن عدم مصداقيتها أغلب فحواها: (أنا هنا بكامل فراغي)
مثل هذه الشخصيات تنصرف كل الانصراف عن مناقشة الفكر تتعثر بالأشخاص وتفتعل المواقف لإثارة الكثير من العرض والدراما !
وللأسف بأن هؤلاء يُفرغون مرضهم بكل انتهازية في أوساط مجتمعية ترى أن فعلهم مستوجب الشكر وقد لا يفطن أغلبهم لمزاج هذه الشخصيات ..
هم جماعة من الفضوليين يعتادون على التزلف بصورة مشوهة لا عمل لهم سوى جعل الحياة أكثر عُسرا !
وينسون دائما أن النجاح لا يحتاج إلى طبول ولا يحتاج إلى نفاق ومداهنة ولا يحتاج إلى تظاهر بعمق لا وجود له!
كل ما يحتاجه النجاح العمل بصدق فهو يدل بنفسه عليه، أما هذه الفئة فتُحب أن تظهر بصورة البطل الذي لم يجرح، الذي يلبس كل آهات المتعبين خلفه على شكل تاج حتى يظهر في السيناريو الأخير بصورة (البطل) مع علامة كاملة !
لا يرتاحون حتى تُشير إليهم الأصابع بنجاح نسبوه إلى أنفسهم وإن كانوا يرضون أرواحهم بمزيد من التصفيق والخداع !
فارق كبير بين هؤلاء وبين من تبرزهم حقيقتهم الناصعة أمام كل عمل صغيرا كان أو كبيرا !؟
هل يستحق الأدب كل هذه الأصوات الناشزة ؟
هل يُراهن النجاح على أدعياء قاموا بوثبة على أكتاف الآخرين ليظهروا ؟
دائما ما يأتون بأقنعة تكفي لئن يكشفهم الزمان لأنه إذا كانت دوافع الشخص خاطئة فلا يمكن لأي شيء أن يكون صحيحًا ..
ولأن استحسان الغير يناله من لا يبحث عنه، وإن بحث عنه فبصورة منطقية، إنسانية في مُجملها على الأقل !
هذه الفئة تهرب من الالتزام والمسئولية إلى مصادرة الرأي والعمل الجاهز،، للأسف فقدان عريض للوعي ونقصان في استكمال مفهوم الحياة لديهم يجعل من جدرانهم الغبية لا ترحل !
** ** **
- رباب محمد