د. عبدالرحمن الشلاش
جمعية تأهيل الإنسانية في عنيزة من الجمعيات القليلة الرائدة في تقديم الخدمات غير الربحية وساهم في تشييدها نخبةٌ من أهالي مدينة عنيزة في إطار خطوات هذه المدينة نحو آفاق خدمية تميزها عن غيرها من المدن ليس في القصيم فقط وإنما على مستوى المملكة العربية السعودية، وتجاوزت في مشاركاتها المتعدِّدة إلى دول الخليج العربي.
جمعية تأهيل الفتية تعنى برعاية وتأهيل المعوقين ومؤازرة أسرهم لتتمكَّن من التعامل معهم، والمساعدة في التخفيف من معاناة تلك الأسر كما تعمل على تعميق مفهوم الوقاية من الإعاقة بالتوعية كوسيلة فعَّالة للتقليل -بإذن الله- من إنجاب مولود معاق. طموح القائمين على هذا العمل الإنساني كبير جداً، حيث تتلخص رؤيتهم في أن تصبح الجمعية رائدة في جودة وشمولية الخدمات والبرامج المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى المحلي والإقليمي في إطار قيم المصداقية والنوعية والتميز والمسؤولية، وهي بذلك تبادر منذ تأسيسها قبل سنوات إلى تقديم منظومة شاملة من برامج وخدمات الرعاية والتعليم والتأهيل والعلاج والتدريب، وتمكين ذوي الإعاقة من الاندماج الكامل في المجتمع وحصولهم على حقوقهم المكتسبة، وتعزيز وعي أفراد الأسرة والمجتمع باحتياجات المعاقين، وتشجيع إجراء البحوث والدراسات المتعلّقة بذوي الإعاقة، وتدريب الكوادر العاملة في مجال رعاية وتعليم وتأهيل وعلاج المعاقين.
النشاط الإنساني المميز والفريد لجمعية تأهيل في عنيزة يمتد في مدارات واسعة، حيث يقدّم من خلال خمسة فروع للجمعية هي: مجمع الجفالي للرعاية والتأهيل ومركز التميمي للتوحّد ومركز الطفولة والتدخل المبكر، ومدرسة قدرات النموذجية للتربية الخاصة، ومؤسسة امتداد للخدمات الإنسانية.
التميز للجمعية أكسبها مكانة كبيرة وعزَّز من ثقة الناس فيها ويكفي أنها تخدم حالياً خمسة آلاف معاق، ونتيجة لما تقدّمه من خدمات متواصلة فقد حققت إنجازات نوعية تدعم مسيرتها وتزيد من وتيرة الثقة بها فقد حصلت على شهادة الجودة الأيزو 9001 في عام 2012، وكرِّمت من قِبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي عام 2014، وحصلت على جائزة الملك خالد للتميز للمنظمات غير الربحية عام 2013، وعلى جائزة الأمير فيصل بن بندر للسعودة وتوطين الكفاءات عام 2013.
الحديث عن هذه الجمعية طويل وربما لو أفضنا لتجاوزنا هذه المساحة المحدودة بكثير، لكن يكفي أنها مفخرة لأهالي عنيزة السباقين دائماً لكل ما يخدم محافظتهم، وهي مكسب لمنطقة القصيم لتنضم لمجموعة متميزة من الجمعيات ذات الطابع الإنساني وكذلك الاجتماعي، ولأن خدماتها غير محدودة على القصيم فقط فقد شملت بقية أنحاء المملكة.
«تأهيل» نموذج يحتذى، وجدير بالتعميم في أكثر من منطقة فما أحوج المجتمع للخدمات الإنسانية، وشكراً لرجال أعمال عنيزة الذين شيّدوا هذه الصروح، جعلها الله في موازين حسناتهم.