ياسر صالح البهيجان
كان ولا يزال صوت المواطن محل اهتمام القيادة الحكيمة في بلادنا، وتبلور ذلك الاهتمام بوضوح في مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي تحوّل معها السكّان إلى شركاء حقيقيين في المساهمة بدفع عجلة التطوير والتحسين في مختلف القطاعات والمجالات، ومن هذا المنطلق دشّن المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة الحكومية تطبيق «وطني» الذي يتيح للمواطنين والمقيمين والزوار إمكانية تقييم الخدمات المقدمة لهم بيسر وسهولة ليس لإيصال صوتهم فحسب، وإنما لإحداث التغيير الإيجابي والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لهم.
تقييم المستفيدين من خلال تطبيق «وطني» للأجهزة الحكوميّة كافّة، سيساعد صنّاع القرار على معرفة مكامن الخلل والقصور، وبحث سبل المعالجة والتحسين، أي أن تفاعل السكّان بالتعبير عن طبيعة تجربتهم أصبح إحدى الأدوات المؤثرة في المضي قدمًا نحو تحويل رؤيتنا إلى واقع نحياه وآمال نعيشها.
وجدير القول بأن مخرجات مركز «أداء» وتقاريره الدوريّة تحظى بمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد حفظه الله، ويرتبط المركز تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء وسيطلع المجلس على التقارير المرفوعة إليه من «أداء» بصفة ربع سنويّة، كما سيطلع أمراء المناطق والمسؤولون عن الأجهزة الحكوميّة على تلك التقارير باستمرار والتي تتضمن مدى رضا المستفيدين عن الخدمات الحكومية، وهو ما يؤكّد بأننا نسير بخطوات سليمة وعلميّة نحو تقويم عمل الأجهزة الحكومية ليس لمحاسبتها فحسب، وإنما لتقديم الدعم اللازم لها لترتقي بجودة خدماتها، وتصل إلى طموحات المستفيدين وتعزز من مقدرات ومكتسبات الوطن.
والحق أن المسؤولين في مركز «أداء» بذلوا جهدًا جبارًا خلال العامين الماضيين لبناء مؤشرات وأدوات قياس أداء الأجهزة الحكوميّة التي على رأسها قياس رضا المستفيدين، عقدوا من أجل ذلك عشرات الاجتماعات البينيّة لفهم طبيعة كل جهاز حكومي انطلاقًا من مستهدفاته المحددة في رؤية المملكة، وأدركوا كذلك حجم التحديات التي تواجه القطاعات الحكوميّة، واقترحوا الحلول التي من شأنها تذليل تلك الصعوبات لتسهل إمكانيّة قياسها ومعرفة مقدار التقدم في تحقيق الأهداف.
وأعتقد بأن الجزء الأكثر أهميّة لنجاح جهود مركز «أداء»، وللاستفادة المثلى من مخرجات تطبيق «وطني»، يتمثّل في وعي السكّان بضرورة تقييم جودة الخدمات التي يحظون بها من الأجهزة الحكوميّة، والتفاعل الإيجابي عبر إبداء الملاحظات بعد مراجعة أي جهة حكوميّة أو استعمال بوابتها الإلكترونية، والتقييم لن يستهلك من وقت المستفيد إلا ثوانٍ معدودة ولكن أثره في مسيرة التطوير عظيم للغاية.