مهدي العبار العنزي
العلم يمثل القوة العظمى التي تمتلكها الأمم والشعوب لأنه باختصار يساهم في رفع مستوى الدول والمجتمعات ويقضي على كثير من المشاكل التي لا تحل إلا بالعلم والعقل الذي يستوعبه فهو القادر على تطوير المجتمع والأسرة والأفراد ويعطي المتعلم الثقة على رسم الأهداف والطموحات ويقوي إرادة الإنسان وهو الدرع المتين الذي يحتمي به الإنسان ضد كل تيارات التخلف التي مصدرها الجهل ولأهمية العلم فقد وردت مفردة العلم في القرآن الكريم عشرات المراتب وورد لفظ العلم في القرآن وردا بتصريفاته المختلفة مما يزيد عن 750 مرة وهو من أكثر الألفاظ ورودا في كتاب الله كما أن الأحاديث النبوية الشريفة اهتمت به كفضيلة خلقية حتى أنه سيد البشرية صلى الله عليه وآله وسلم قال فضل العلم خير من فضل العبادة، وقوله صلوات الله وسلامه عليه من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع.
ورغم هذه الأهمية الكبرى للعلم ودوره المؤثر ومكانته الكبيرة إلا أن كثيرا من الدول وخاصة الدول العربية أبعد الناس عن العلم وبدلا من التمسك به وأهميته ومكانته اتجه كثيرا من هذه الشعوب إلى الخرافة والدجل وقراءة الرمل والورق! ولا زال التعليم في كافة مراحله يفتقر لكل ما من شأنه التمسك بالعلم من خلال التعليم الشرعي والإنساني والعلمي وهذا بحد ذاته يمثل خطرا يهدد المجتمعات لأن في ذلك تخلف عن ركب التقدم الحضاري الذي يطمح له كل إنسان مدرك، حتى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية قالت بأن الدول العربية تنفق أقل من 2% فقط من إنتاجها المحلي على التعليم والبحث العلمي وهذا بطبيعة الحال رقم ضعيف جدا عندما يقارن بالدول المتقدمة والتي تنفق أكثر من 10% من ناتجها المحلي على العلم والبحث العلمي من هنا نجد بأن الفجوة الكبيرة بين الدول العربية والأوروبية والسؤال لماذا لا يتم غرس أهمية العلم في أذهان الطلبة ابتداءا من البيت والمدرسة لأن المدرسة أيضا لها دور مهم في كل ما من شأنه رفع مستوى الطلاب ولكن ومع شديد الأسف أن كثيرا من المدارس الابتدائية لا تمتلك أساليب تعليمية فعالة بل هي تعتمد على تلقين أحادية البعد منزوعة عن سياق الحياة الحقيقية لأنها لا تخاطب اهتمام التلميذ ولا تنمي مهاراته ومواهبه، يقول أحد من له دور في تطور العلم في سنغافورة عندما سألوه عن سبب التطور لديهم فقال نحن نبني المكتبات وهم يبنون المعابد ونصرف الموارد على التعليم والعلم وهم يصرفونها على السلاح!
ويقول نيلسون مانديلا عن أهمية العلم إنه أقوى سلاح تمتلكه لتغيير العالم؟
نعم إنه العلم فمتى ندرك أهميته؟
ونتذكر قول الباري عز وجل: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} الآية.