خالد الربيعان
عزيزي القارئ.. أتمنى أن يتسع صدرك للسطور القليلة القادمة.. سأحكي لك مشكلة أعاني منها.. أنه لا أحد يستمع لما أقول أو بالأصح يأخذ بما أكتب!.. لا أقولها عن كبر أو إحساس بالعظمة والله يعلم.. ولكن.. كتبت من قبل كثيراً عن «الجرينتا». القيادة.. الحماسة.. في مقال عن جينارو جاتوزو ويمكن أن ترجع إليه بعنوان «السَمَّاك».. نعم في الأرشيف.. على يمينك تحت اسم الكاتب لو كنت تقرأني إلكترونياً وهذا هو المرجح.. ومرة أخرى بعد مباراة العراق والسعودية التي فزنا بها بهدفين خارج الأرض بعد نزول فهد المولد..
ثم كتبت مقالاً ثالثًا عن أثر المولد وشخصيات مثله..كجاتوزو وزلاتان وغيرهم.. مع الفارق طبعاً.. ثم مقالاً آخر بعد إحرازه هدف التأهل لكأس العالم أمام اليابان بعد نزوله في هذه المباراة التي قضى نصفها الأول بالكامل على دكة الاحتياط!.. ثم تدور الأيام.. وأنا يا عزيزي لا أتكلم.. ثم تدور شهور.. صيف ثم ربيع ثم شتاء.. والنمر.. الاتحاد.. يدخل في بيات شتوي!.. إعياء.. النمر الكبير.. العريق.. الجريح في عرينه، يعتريه بعض الحزن.. لأنه يشعر هذه المرة ببعض الضعف.. ضعف لا يعتريه إلا نادراً.. ضعف يشعر من الأعماق أنه قدَرُه.. الكبار هكذا.. عندما تأتي لهم الأزمات فإنها تأتي على قدر مقامهم..
بتاريخ 29 نوفمبر 2018 كتبت مقالاً رابعاً -يا عزيزي- بعنوان «النمور.. والقائد».. عن غياب هذه الروح عن الاتحاد فضَلّ الطريق!.. صدقني أنا لست عاطفياً.. وإن كنت يا أخي فمن قال إن العاطفة لا تصيب.. لا ترى الواقع؟! والدليل أمامك تَجَلَّى على أرض الملعب.. مادياً.. أمام عينيك.. في أكثر من مناسبة!.. قلت وقتها أن الاتحاد في 13 مباراة لم يفز في واحدة.. تعادل أربعة وخسر في تسعة! خسر كأس السوبر، خرج من البطولة العربية.. في نهاية جدول الدوري السعودي!
وقلت إنها أسوأ بداية للإتحاد منذ إنشائه! وقمت بدق أجراس الإنذار ولم ينتبه أحد..كان المولد وأمثاله من قوة الفريق الأساسية وعماده «النفسي» بالمقام الأول في أسوأ حال.. رجوع من تجربة إسبانيا.. وبداية تأقلم مرة أخرى لم تنجح.. رحيل نجمي الفريق.. وكيل العكايشي قال إنه رحل بسبب «المعاملة».. راجع حالة « مونتاري».. أنت تفهم هذه الأمور!
كل هذا أضعف من كفة الفريق وثباته على أرض الملعب.. ولكن مر الوقت والوضع كما هو.. والنتيجة أسوأ! الاتحاد في أزمة.. وبدأت كلمات مثل «الهبوط» تتوارد في قاموس الاتحاديين بل ومشجعي الكرة في المملكة بهذا الخصوص!
أنا هلالي بفطرتي.. ولكني توحدت مع معاناة الاتحاد، وجمهوره العريق المهيب الذي يملأ المدرجات في ظاهرة انفرد بها جمهور النمور الذي يهدر.. بقوة.. في مدرجات الجوهرة المشعة بجدة.. الغريب على أي «إنسان».. أي عاشق لكرة القدم.. ألا يتعاطف مع الاتحاد.. تعاطف مخلوط بالهيبة.. لا تعاطف فيه ولا ذرة من الشفقة. فالاتحاد «قَدَّها».. وأنا أقولها: وإن هبط فسيرجع! هذا «زبدة الكلام»!
قد ترى إن عدم الاستقرار إدارياً.. مالياً.. مشاكل المستحقات والديون.. قد فعلت بالنادي الأفاعيل وهذا صحيح.. ولكن هذا كان حال الاتحاد وأندية أخرى كبيرة في الفترة الأخيرة.. مع ذلك لم تتزحزح عن مكانتها الفنية.. ومكانها في جدول الدوري مع الكبار!... السقطة الكبيرة.. والسريعة.. هذه لها أسباب «فنية» في المقام الأول.. والعمل على حلها يكون بالعمل في هذه الزاوية.. زاوية المدير الفني واللاعبين.. والأداء داخل الملعب!
المباريات القادمة مباريات كؤوس.. مباريات نهائية... والشمراني إضافة قوية.. وللاتحاديين «الثقال» و»الشرفيين» أقول: التفوا حول الاتحاد من الآن حتى نهاية الموسم.. فلو لم يحدث الآن فمتى؟.. ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
إبراء ذمة
بأم عيني رأيت صحفيين «كبارًا» لهم حسابات موثقة.. يدعون الله بهبوط الاتحاد.. وأن هبوطه مكسب لدوري الدرجة الأولى! وعن الزوابع بعد كل «جملة» مثل هذه لا تسأل!.. إذا كان هذا «كلام» بعض الصحفيين الكبار ولهم كل احترامي -والكلمة أمانة-.. في مثل هذا الموقف، في هذا الوقت.. فما الحال بالرجل العادي والمشجع غير المثقف.. والمراهق الجديد بكرة القدم ويفتح «تويتر» وغيره ويجد مثل هذا الكلام والتعليقات عليه!.. الراحمون يرحمهم الله!