سعد الدوسري
كل التقارير التي تشير إلى أن العالم مقبل على أزمة جفاف، تؤكد في طياتها بأن هناك تقصيراً مؤسساتياً لمعظم دول العالم في مجال ضبط الإسراف في استهلاك المياه. وتحاول المؤسسات دوماً الدفاع عن نفسها، وتقع باللائمة على المستهلك وحده، وبأنه هو من لا يعي حجم المشكلة، وبأنه هو من يهدر في استخدام المياه.
في هذا الواقع، نجد أنفسنا في المملكة، أمام تهديد مستقبلي، ألمح إليه العديد من المختصين، ولكن الآذان التي تستمع قليلة جداً. ويفترض أن يتشكل لدى مجتمعنا ثقافة راسخة بأهمية المحافظة على المياه، وعدم الإسراف في استخدامها، لأن التهديد لا يتعلق بالبلد فقط، بل بكل مواطن ومقيم يعيش فيه. وحين لا نجد تجاوباً من الأهالي، فإن الأنظمة الصارمة، يجب أن تُفرض عليهم، وأن تجعلهم يشعرون بحجم أهميه الماء. أما المؤسسات الرسمية، فحدث ولا حرج! فالمياه فيها تهدر، دون أدنى احترام، ودون أية عقوبات.