ماجدة السويِّح
تشير الأبحاث أن ممارسة العنف والقسوة مع الحيوانات في مرحلة الطفولة، تعتبر علامة تحذير أولية للجنوح والعنف والسلوك الإجرامي، وقد أكد العلماء منذ السبعينات أن غالبية مرتكبي حوادث العنف لديهم تاريخ في ممارسة القسوة، وتعذيب الحيوانات في طفولتهم.
يرجح العلماء أن الدافع وراء القسوة في التعاطي مع الحيوانات يرجع إلى أن الطفل شهد أو عانى من إساءة المعاملة، أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 30 % من الأطفال المعنفين يمارسون عنفا مماثلا ضد حيواناتهم الأليفة.
في الدول المتقدمة المهتمة بحماية حقوق الحيوان كأمريكا مثلا هناك تعاون بين وكالات الخدمة الاجتماعية، ووكالات مراقبة وحماية الحيوانات، في التعرف على علامات إساءة معاملة الحيوانات، والتبليغ عن الانتهاكات المرتكبة بحقها، لاتخاذ الإجراء القانوني بحق من ارتكب التعذيب، والكشف عن تعرضه للتعنيف بسبب سلوكه.
تترواح الدوافع للإساءة للحيوانات، ما بين دوافع شخصية ودوافع مجتمعية، وفي الواقع تنحصر في عدة أسباب من أبرزها دافع التسلية والترفيه، وطرد الملل في الرحلات البرية وغيرها، واستعادة الشعور بالقوة والشجاعة، وتحقيق الشعور بالسيطرة، وضغط الأقران، وتفريغ العنف والغضب الذي يسكن النفس المتوحشة، لتفريغه في حيوان ضعيف.
المراقب للشبكات الاجتماعية يلاحظ تزايد الفيديوهات المصورة لتعذيب الحيوانات، أو قتلها بطريقة بشعة والتمثيل بجثثها، حبا في الشهرة، وتقديم غير المألموف للمتابعين عبر المنصات الاجتماعية، دون رادع ديني أو أخلاقي، في اتباع سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بالرفق بالحيوان.
المحزن في انتشار المقاطع الوحشية لمعذبي الحيوانات، أن غالبية من يروّجون للوحشية في التعاطي مع الحيوانات، هم من متوسطي العمر، وبعضهم مسؤول عن تربية أطفال، يفترض أن يقدم صورة حسنة لأبنائه في تعامله مع الحيوان.
ستدهش في تلك المقاطع المقززة حتما من تنافس القتلة في مطاردة ذئب، أو سحل كلب على الطريق السريع لا حول له ولا قوة، أو تقطيع سلحفاة معمرة لأكلها، أو الانتقام من ضبعة وحيدة بتكبيلها وتعذيبها.
لم يكتف المتعطشون العابثون بالطبيعة، والتوازن البيئي من فرد عضلاتهم على الحيوانات البرية أو المفترسة، بل وصل أذاهم للحيوانات الأليفة، في انتهاك صارخ لقوانين الصيد، عبر قنص المئات من الطيور النادرة، واستعراض الغنائم المستباحة في في مقاطعهم، بحثًا عن الشهرة والإثارة فيما يقدمونه لمتابعيهم، ولعل أحدث حادثة وصلتنا مطاردة شباب لغزال في محمية شرعان الطبيعية بالعلا، التي لم يمض على تدشينها سوى أسبوع واحد.
الجيد في الموضوع أن الوعي المجتمعي في تزايد بخطورة الانتهاكات بحق الحيوانات، والتفاعل الكبير للتبليغ بعد المقاطع المخزية التي تصلنا، هي دليل اهتمام ورحمة، لكن قد يضل البعض الطريق الصحيح لرفع بلاغ ومتابعته، لذا وجد الخط الساخن من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة للتعامل مع معذبي الحيوانات 8002470000 ، وكذلك البريد الإليكتروني لجمعية رفق للإبلاغ عن حالات تعنيف وتعذيب الحيوانات، refq@mewa.gov.sa