إبراهيم بن سعد الماجد
العلاقات التي تُبنى على مصالح بحتة, سريعاً ما تتلاشى, ولكن العلاقات المبنية على قواسم مشتركة لا يمكن أن تتزعزع ولا أن تنتهي.
والعلاقة القائمة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان من النوع المتين, الذي جاءت العقيدة الإسلامية كأهم داعم ومرسخ لهذه العلاقة التاريخية الأنموذج.
المملكة دولة رائدة وقائدة في العالم الإسلامي لا أحد ينازعها هذه الريادة ولا هذه القيادة كونها قبلة للمسلمين وعلى ثراها كان انبثاق نور الحق المبين, ومبعث سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام, وقيادتها منذ التأسيس على يدي الملك عبد العزيز - رحمه الله - وإلى هذا اليوم وهي تسعى لأن تكون الداعم والمناصر لقضايا الأمة العربية والإسلامية, بل والمعين لكل الأشقاء فيما يحقق لهم الاستقرار والرخاء.
فمنذ تأسيس باكستان عام 1947 وهي تسعى إلى تنمية علاقاتها مع المملكة سواء منها الاقتصادية أو الثقافية والدينية, والجالية الباكستانية التي تعمل في المملكة تعتبر العمل في السعودية من أكثر بيئات العمل استقراراً وأمناً وطمأنينة, ولذا فإن المملكة هي الوجهة الخارجية المفضلة لدى الباكستانيين حسب استطلاعات مراكز البحث الباكستانية.
الأرقام التي حملتها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تُعد من أكبر بل أكبر ما تم بين البلدين حسب ما صرح به رئيس الوزراء عمران خان, ولذا فإن باكستان تعتبر هذه الزيارة نقلة نوعية في علاقاتها الاقتصادية مع المملكة وان هذه الزيارة مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي للباكستان.
نحن في المملكة نكن للأشقاء في باكستان الكثير من مشاعر المحبة والتقدير لمواقفهم الثابتة والمشرفة من كل القضايا التي تعني المملكة سواء الإقليمية أو الدولية, ولذا تأتي زيارة سمو ولي العهد لباكستان تأكيداً على رسوخ هذه العلاقات ودعماً حقيقياً للأشقاء في باكستان اقتصادياً ليواصلوا دورهم المؤثر والمهم الذي هو في الحقيقة يعني المملكة بشكل مباشر لما يربط البلدين من وشائج كما أسلفنا غير قابلة للتحول أو التبدل.
ولي العهد عندما اختار وبتوجيه من مقام خادم الحرمين الشريفين زيارة باكستان ومن ثم جارتها الهند وثالث محطاته الصين, فإن ذلك يعني فكراً استراتيجياً بالغ الأهمية بل ودقيق الهدف, ليس على المستوى العسكري فحسب, وإنما أيضاً على المستوى التنموي الذي توليه رؤية المملكة 2030 عناية فائقة ومختلفة.
بالطبع الزيارة ليست الأولى لولي العهد وإنما هي ضمن سلسلة من الزيارات التي رسخت العلاقات مع دول تمثل وجه العالم القادم, وثقله البشري الكبير.
زيارات ثلاث لها ثقلها وأهميتها وتأثيرها على الخارطة الدولية, ويترقب نتائجها الكثير من دول العالم, وخاصة المتربصة بالمنطقة عموماً والمملكة على وجه الخصوص.