حمد بن عبدالله القاضي
كلنا نذكر إلى وقت قريب عندما كان المسافر للداخل أو الخارج يعاني عندما يريد الحصول على مقعد لجدة أو الدمام أو المدينة المنورة وغيرها من مناطق المملكة أو يريد أن يسافر إلى أي بلد.
لقد كان المقعد لا يأتي أحيانا إلا بشق الأنفس، وأحيانا يتطلب شفاعات والسبب كان وجود ناقل جوي واحد هو «الخطوط السعودية».
الآن اختفت هذه الإشكالية بعد دخول شركات الطيران للسوق المحلي وقد أثبت بعضها نجاحها ومشاركتها بالمنافسة الفاعلة بالنقل الجوي، كشركة ناس التي أصبحت ناقلا جويا يشارك بشكل مشهود بتوفير النقل داخل المملكة وخارجها.
لكن نسمع الآن أن شركات الطيران الخاص تعاني كثيراً من الأعباء المالية من عدة جوانب وأهمها الرسوم التي تطلبها هيئة الطيران المدني على الخدمات التي تقدمها للطيران الخاص بالمطارات كارتفاع الرسوم على الطائرات وغيرها.. وهي رسوم كبيرة تجعل هذه الشركات بموقع عدم القدرة على المشاركة بالنقل كالسعودية، ولا على المنافسة مع شركات الطيران الأجنبية، كما أن هذه الرسوم تزيد عما تتطلبه هيئات الطيران بكثير من الدول التي نجحت شركات الطيران الخاص فيها.
ولهذا نخشى من تقلص الاستثمار بهذا المجال وغياب الخيارات أمام المسافر عنما تتقلص هذه الشركات أو تعجز عن التطوير.
الآن سمعنا مع الأسف أن بعضها توقف عن العمل كشركة «نسمة» بسبب زيادة الأعباء المالية عليها.
إن تقلص أو توقف شركات الطيران الخاص سيحمِّل الحكومة أعباء مالية كبيرة حيث ستضطر الحكومة إلى ضخ مليارات لمؤسسة الخطوط السعودية، لتفي بالتزاماتها بتوفير النقل والمقاعد وبخاصة للداخل، وإلاَّ ستعود أزمة النقل بين مناطق المملكة.
لذا مطلوب عاجلا من هيئة الطيران المدني الرفع لمجلس الاقتصاد والتنمية الذي بلا شك عندما يعرف أوضاع شركات الطيران الخاصة وأهمية بقائها وتطورها، فإنه سيتخذ إجراءات من شأنها ضمان استمرار ومشاركة هذا القطاع بالنقل، ومن وعدم تكليف ميزانية الدولة أعباء مالية كبيرة
فضلا عن ذلك فإن رؤية المملكة 2030 نصت على أن يكون القطاع الخاص هو المكون الثاني للمشاركة بالتنمية وتوفير الخدمات مما يعود على ترشيد الإنفاق الحكومي وعدم تحميل الميزانية المزيد من الإنفاق إذا كانت مؤسساتها وحدها هي من ينهض بالتنمية وإذا كانت هي وحدها من يوفر الخدمات للناس.
* * *
= 2 =
آخر الجداول
ما أكثر ما يسعى الإنسان لأمر أو هدف أو مساعدة إنسان لكن لا يتحقق المراد و:
«لا تلمْ كفّي إذا السيف نبا
صحّ مني العزم والدهر أبى»