خالد بن حمد المالك
هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باكستان، وتكرر الزيارات تفسر لنا حجم الاهتمام وعمق العلاقات بين المملكة وباكستان، وفي هذه الزيارة تحديداً ستكون هناك تطورات أعمق في هذه العلاقات، وقد أعلن عن شيء من هذا من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بقيمة تبلغ 20 مليار دولار، فضلاً عن التفاهمات الأخرى سياسياً واقتصادياً وأمنياً التي عبر عنها في كلماتهم ولي العهد والرئيس الباكستاني ورئيس وزراء باكستان.
**
الزيارة حققت من ضمن نتائجها الاتفاق على برنامج تعاون فيما بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة الباكستانية للمواصفات وضبط الجودة، وتوفيركميات من الزيت الخام ومنتجات بترولية لباكستان، بالاتفاق بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية ومذكرات تفاهم لتمويل مشاريع توليد الطاقة الكهربائية في باكستان، وكذلك في مجال قطاع الثروة المعدنية في باكستان، وأخرى في مجال تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في باكستان، وهناك تم الاتفاق على تعاون في مجال الرياضة.
**
الأمير محمد بن سلمان قال عن العلاقات السعودية - الباكستانية في حفل الغداء الذي أقامه رئيس الوزراء الباكستاني بأنها ترتكز على مبدأ التضامن الإسلامي، وزاد على ذلك بالقول إنها علاقة نموذجية، وأن على الأمم الأخرى الاحتذاء بها، وجاء هذا الخطاب لسموه بعد أن أجرى عدداً من اللقاءات ضمن برنامج الزيارة، حيث اجتمع بقائد الجيش، ورئيس مجلس الشيوخ، وقد سبقها مباحثات لسموه مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وكانت ردود فعل الأمير على النتائج ما قاله من أن هناك ما يزيد على مليوني باكستاني يعملون بالمملكة، وأن العلاقات الثنائية تعود إلى نحو 67 عاماً، وأن الآباء المؤسسين في كلتا الدولتين هم من أسسوا هذه العلاقة على مبدأ الصدق والاحترام المتبادل، وأن المملكة كانت من أوائل الدول التي اعترفت بباكستان فور إعلان استقلالها.
**
الرئيس الباكستاني قال: إن العلاقات الثنائية بين الدولتين تضرب جذورها في عمق التاريخ، وأنها تستند إلى قيم دينية وثقافية مشتركة، وأن المملكة وقيادتها لها مكانة خاصة في قلوب الشعب الباكستاني، مرحباً بالزيارة الأميرية، وبتشكيل المجلس التنسيقي السعودي - الباكستاني الأعلى بوصفه آلية مؤسساتية عليا لتنفيذ القرارات والاتفاقيات، فيما اختتم سمو ولي العهد زيارته الرسمية بعيد مؤتمر صحفي في قاعدة (نورخان) الجوية، قال فيه إن لدى باكستان طاقات وفرص هائلة، وأنها ستكون من أكبر الاقتصادات في العالم بحلول عام 2030، وهي تسير على طريق التنمية والازدهار، مؤكداً ثقته بأن التعاون القائم بين البلدين سيشهد المزيد من التقدم مستقبلاً، بينما علق رئيس الوزراء الباكستاني إثر تصريح سمو الأمير بأنه يعد نفسه سفيراً لباكستان لدى المملكة، بأن هذا الوصف يعد مصدر فخر لكل باكستاني.
**
وبهذا النهج القائم على التفاهم الراسخ في العلاقات بين البلدين، تنامت العلاقات، وزادت وتيرتها من عام لآخر، وشكلت نموذجاً للعلاقات الدولية الأكثر تميزاً، وجاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان لتضع هذه العلاقة في هذا السقف العالي، حتى أن سموه وصف نفسه، كما أشرنا من قبل - على أنه بمثابة سفير باكستان لدى المملكة، على إن الحديث عن هذه العلاقة لا يمكن اختزالها بما أعلن عنه بعد اختتام زيارة الأمير لإسلام أباد، فهذه الزيارة تأتي امتدادات لزيارات ملوك وأمراء المملكة لباكستان، وزيارة رؤساء باكستان ورؤساء وزرائها والمسؤولين فيها للمملكة بل إن هذه العلاقة - كما قال الأمير بدأت قوية على أيدي الآباء المؤسسين في كلتا الدولتين.
- يتبع -