د.دلال بنت مخلد الحربي
تعد المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي، وقطب رحاه من منطلق مكانتها الدينية أولاً إذ شرفها الله بوجود الحرمين الشريفين في أراضيها، ومن ثم قصدها ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة، ومعرفة بهذه المكانة عمل ملوك المملكة وأمراؤها على تفعيل هذا الدور على مستوى العلاقات، وكلنا يذكر أو قرأ عن زيارات الملك فيصل والملك فهد والملك عبدالله إلى دول عربية وإسلامية، وثم الزيارات التاريخية التي قام بها الملك سلمان وما حظيت به من اهتمام كبير.
واليوم تأتي زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان على وجه الخصوص لتعيد تشكيل العلاقات السعودية الباكستانية وتضعها في مسارها الواقعي، وهو مسار يتمثل في ارتباط الدولتين ببعضهما على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية.
وماتناقلته وكالات الأنباء ووسائل التواصل عن الاهتمام الكبير بهذه الزيارة يدل على ماتحظى به المملكة من مكانة عالية في نفوس الشعب الباكستاني الذي أبدى ترحاباً منقطع النظير بهذه الزيارة.
وعلى المستوى الرسمي اعتبر كبار المسؤولين من الباكستانيين من الحكومة والمعارضة أن هذه الزيارة تمثل دعماً للاقتصاد الباكستاني الذي يعاني من أزمات شديدة.
إن مثل هذه الزيارات المباركة تصب في رفع مكانة المملكة عالمياً، وفي إظهار صورتها الحقيقية كدولة إسلامية محبة للسلام، تمد يدها للأشقاء والأصدقاء دون أن تهدف أن تكون لها أغراض أو أهداف خارج نطاق العلاقات الودية المتكافئة والتي تجلب الخير للجميع.
إن مايقوم به الأمير محمد بن سلمان يصب في قناة تحسين صورة المملكة التي تعاني اليوم من استهداف سيئ تقوم دول وهيئات وأفراد معادون يرغبون في تشويه صورتها والإساءة إليها والنيل من شموخها وتنفير المسلمين على وجه الخصوص منها، وليس هناك من رد أبلغ من مثل هذه الزيارات والزيارات التي ستليها إلى دول إسلامية أخرى وهي بمجملها تدحض كل ادعاء وأكاذيب.