د. خيرية السقاف
كماسةٍ تومض في خفاء الرأس..
كطفل يشاغب لحظة هدوء..
كدينٍ يقض مضجع راحة..
كعبء يثقل مقرَّ طمأنينة..
كأرض في انتظار بناء ..
كثروة على أهبة استثمار..
كبتلة لم تفض عن زهرتها..
هي الفكرة..
تتقلّب كالصريع، تتلوّى كاللديغ، ترجف كالبردان، تزفر كالمكتظ، تتلمظ كالسجين..
تنتظر عند موعدها لتنطلق..
تخرج للبراح، تنطلق في انتصار، تحضر في كيان..
أو تموت دون من يطلقها..
الأفكار أرواح تنزل في أجساد حين تمثل للعيان، تسمعها الأذان، أو تقرأها الركبان، أو تشهدها الأنظار..
المبدعون يجسدون أفكارهم،
يصممون بأزاميلهم أجسادها ملموسة، أو بريشهم لوحاتها محسوسة، أو بأقلامهم كلماتها مقروءة..
المبدعون ينزلون نجماتها إلى براح كفوفهم فتشع، يربتون على صغارها بين أيديهم فتنمو، يبددون قلقها فتنطلق، يستثمرونها في شغف فتربو، يسقون منابت زهرها فتتضوع عبقا،
بأدواتهم يصممون أبنيتها لتمْثُل، يشكلون أجسادها لتنطق، يشرعون لمعانيها دروب مجازاتها، يتيحون لأشكالها إيحاءاتها، ولأنسجتها قِواماتها، ولمثولها أدوارها، وللغتها آثارها..
الأفكار حين تتحول لأجساد مفعمة بحيوية أبنيتها، وتفاصيلها تحيا، تتوالد، ولا تموت..
وحين لا يُعبأ بنداءاتها، ولا يُعنى بها تظل في غياهبها حتى الموت..!!