محمد سليمان العنقري
نجاح الخطط والدراسات الإستراتيجية يعتمد على عوامل عديدة من أهمها إدراك المجتمع لأهدافها وقد تكون النظرة العامة لرفع الوعي هي بشرح هذه الخطط وإيصال المعلومات عنها للمجتمع أو الشريحة المستهدفة والمعنية بها لكن ذلك لا يكفي للحكم بتفاعل الفرد مع تلك الخطط والقيام بما هو متوقع أو مطلوب منه أيًا كان موقعه سواء طالب أو موظف أو مستثمر أو مسؤول.
في الحقيقة أن المؤشر المهم لقياس مدى إدراك أفراد المجتمع للخطط الإستراتيجية خصوصًا الضخمة منها مثل رؤية 2030 م يكمن في تفاعلهم على أرض الواقع مع برامجها وتوجهاتها وذلك من خلال بحث كل فرد عن الموقع المناسب له في الرؤية فالطلاب سيكون توجههم للتخصصات التي سيزداد الطلب عليها من خلال تنشيط قطاعات اقتصادية تستهدفها الرؤية كالصناعة والخدمات والسياحة وغيرها هو القياس الفعلي لمدى معرفتهم بتوجهات سوق العمل ويتطلب ذلك مساندة من الأسر والمدرسة والشركات والجهات الرسمية المعنية والعاملة بكل قطاع لكي يرتفع الإدراك لدى الطلبة بما سيكون عليه حال سوق العمل يرافق ذلك تحسين بيئات العمل والأنظمة والتشريعات والمحفزات.
أما القياس الآخر فهو توجهات رؤوس أموال المستثمرين خصوصًا المنشآت الصغيرة والمتوسطة فالفرص الاستثمارية التي ستتولد بالاقتصاد ضخمة ولذلك فإن قراءة المستثمرين للفرص والاستعداد لها هو ما سيدعم تحقيق الأهداف الإستراتيجية برفع تأثير القطاع الخاص بالناتج المحلي إلى 65 في المائة عام 2030 وذلك لن يتحقق إلا بدراسة المستثمر للفرص حاليًا ومستقبلاً والأخذ بكل العوامل التي تسهم برفع التنافسية واستخدام التقنية مع الاستفادة من تطور التشريعات وكذلك حزم التحفيز الحكومية التي تطرح بين فترة وأخرى فتقليل الواردات برفع الإنتاج والمحتوى المحلي يمثل أهم توجه لا بد للمستثمر أن يقرأه جيدًا ليكون مستعدًا للفرص التي تتولد مع كل برنامج يطرح وكان آخرها تطوير الصناعة الوطنية.
رأس المال البشري هو عماد نجاح الرؤية والمعبر الحقيقي عن مدى وصول أهدافها وأفكارها للمجتمع من خلال ما يحققونه من نجاح بتأهيلهم وما يستفيدون منه بكل برنامج تعليمي أو تأهيلي وكذلك تمويلي أو تنظيمي لمن يرغب بالاستثمار مع الانتباه إلى أن الخطط الإستراتيجية تمر بمراحل عديدة ومدد زمنية مناسبة لكي تصبح مكتملة على أرض الواقع بنسبة كبيرة وفي كل مرحلة تزداد التحديات التي سيتم تخطيها بجهود أبناء الوطن والاستفادة مما يتوفر لهم من دعم وتحفيز.