خالد بن حمد المالك
بدأ الأمير محمد بن سلمان بباكستان كمحطة أولى في هذه الزيارات، وكان مشهد العاصمة الباكستانية قد ازدان بصور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وفي الميادين والشوارع كانت هناك أعداد من الباكستانيين رجالاً ونساءً اصطفوا في الشوارع التي كانت متاحة لمرور موكب ولي العهد بها، حيث الأهازيج والرقصات الشعبية ضمن مظاهر الترحيب بولي العهد في زيارته التاريخية لباكستان.
* *
في الجانب الآخر من مظاهر الترحيب، وتثمين هذه الزيارة المهمة لولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع قام رئيس الجمهورية الباكستانية بمنح أعلى وسام مدني باكستاني (نيشان باكستان) للأمير محمد بن سلمان، وذلك تقديراً لدعم سموه في إعادة تنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين، وأثناء تقليده هذا الوسام المهم، اعتبرت القيادة الباكستانية أن الأمير محمد صديق مخلص ووفي لباكستان، وأن حكومة وشعب باكستان يعتزان بعمق وبالغ المحبة والمودة التي أظهرها ولي العهد لباكستان وشعبها.
* *
وعندما منح الوسام في حفل غداء أقامه رئيس الجمهورية تكريماً لولي العهد، تمت الإشارة أثناء تقليده الوسام إلى أن الأمير محمد بن سلمان قام بدعم باكستان بقوة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، فالمملكة وباكستان تربطهما علاقات أخوية قوية وطويلة الأمد، راسخة الجذور، تتمثل بعمقها في الدين والقيم والثقافة المشتركة، وأن الأمير محمد نشط هذه العلاقة برعايته الشخصية، ما فهم على أن الرئيس الباكستاني أراد إيصال رسالة مهمة عن سبب منح ضيف باكستان وسامها الأهم والأعلى.
* *
في اليوم الأول من الزيارة تمت برعاية ولي العهد ورئيس وزراء باكستان توقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بلغت قيمتها 20 مليار دولار، وفيه أيضاً أقام رئيس وزراء باكستان عمران خان حفل عشاء تكريماً لسموه، وفي كلمة لسموه قال: إن باكستان دولة عزيزة على الشعب السعودي، وأن المملكة ستكون مع باكستان شركاء كما كنا دوماً، وأن المملكة تعمل على توسيع الشراكة الاقتصادية مع باكستان، مشيراً إلى ثقته في المستقبل المشترك والمشرق بين البلدين، وأن هناك عملاً يجري لبناء مستقبل عظيم للمملكة وباكستان والمنطقة، مؤكداً على أن المملكة قادرة على استقطاب 50 مليون سائح كهدف استراتيجي في 2030.
* *
وضمن الاحتفاء بالزيارة الأميرية، فقد كان على رأس مستقبليه في المطار دولة رئيس الوزراء السيد عمران خان، فيما رافقته جواً ست مقاتلات باكستانية، لدى دخول طائرته الأجواء الباكستانية، وأطلقت 21 طلقة مدفعية لدى وصوله أرض المطار، مع ما ازدانت به المباني والجسور من عبارات الترحيب، وظهور الفرق الشعبية على امتداد موكب الأمير لتقدم مشاركتها في الاستقبال ببعض العروض الشعبية التي تتميز بها باكستان.
* *
كانت زيارة الأمير لباكستان فرصة لعقد لقاء ثنائي بين ولي العهد ورئيس وزراء باكستان، تركزت على نقل تحيات الملك سلمان لدولته، وتحيات رئيس الوزراء للملك، وذلك قبل أن يترأس الأمير ورئيس الوزراء المباحثات الواسعة بين الجانبين من خلال المجلس التنسيقي السعودي - الباكستاني، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون وفرص تطويرها، وبحث مجمل المستجدات والأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.
* *
أي أننا كنا أمام زيارة أميرية أخذت من الاهتمام والتركيز والنتائج، ما تم الإشارة إلى شيء منها، وغداً سنستكمل الحديث بالتطرق إلى الجزء الآخر من هذه النتائج التي أسفرت عنها زيارة ولي العهد لإسلام أباد.
- يتبع -