«الجزيرة» - المحليات:
أكد قنصل عام المملكة العربية السعودية في قوانجو بجمهورية الصين الشعبية محمد بن عبد الله البريثن بأن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية الصين الشعبية تكتسب أهمية بالغة ودلالات خاصة نظراً لما يحظى به سموه من احترام وتقدير لدى القيادة الصينية ولما يتمتع به البلدان الصديقان من علاقات متميزة وتطابق في وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما تأتي هذه الزيارة في إطار توثيق العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة مشيراً إلى أن التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين بلغ أعلى المستويات وعلى كافة الأصعدة على الرغم من قصر فترة تأسيس العلاقات بين البلدين التي تعود إلى عام 1990م، حيث ترى الصين بأن المملكة تقوم بدور إقليمى محوري هام لحل النزاعات من خلال سياساتها الهادفة إلى تحقيق الاحترام المتبادل بين الدول وتعزيز مفهوم حسن الجوار، كما تعد المملكة أكبر شريك تجارى للصين في غرب آسيا وأفريقيا وهي أكبر دولة مصدرة للنفط إلى الصين بالإضافة إلى وجود المئات من المستثمرين السعوديين في جمهورية الصين الشعبية، مضيفاً البريثن أنه يتواجد في المملكة أكثر من 140 شركة صينية تعمل في مجالات الطاقة والإنشاءات والاتصالات والبنية التحتية والبتروكيماويات وغيرها من المجالات، وفي السنوات الأخيرة شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية تطوراً ملحوظاً ومستقراً ويتوسع نطاق التعاون بشكل مستمر حيث شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً مطرداً وهو ما أسهم بشكل واضح في وجود طفرة اقتصادية في الآونة الأخيرة بين البلدين تزامنت مع المرحلة الجديدة من الإصلاحات التي تشهدها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولا شك بأن هذه الزيارة في هذا التوقيت تحديداً ستضيف للعلاقات بين البلدين زخماً يعكس الرغبة الحقيقية والصادقة لقيادة البلدين بالاستمرار في التواصل والتعاون المشترك ولاسيما في ظل الرؤية التنموية والاقتصادية للمملكة رؤية 2030 والمبادرة الصينية «مبادرة الحزام والطريق» وهو الطريق الذي رحبت به المملكة باعتبارها حجر الزاوية الجغرافي والاستراتيجي الرابط بين قارات العالم الثلاث ويعكس مدى اهتمام المملكة في أن تكون شريكاً في طريق الحرير بالإضافة إلى عضويتهما في مجموعة العشرين.
كل ذلك يؤكد بأن العلاقات بين البلدين ليست علاقة عابرة أو طارئة وإنما علاقة دولتين قويتين تستطيعان العمل في الإطار الإقليمي والدولي في عدة مجالات وبشكل خاص في مكافحة الإرهاب والتطرف والتعاون في مجال الطاقة واستقرار أسواق النفط. وعبر القنصل العام عن تفاؤله بأن تحقق هذه الزيارة لسمو ولي العهد- حفظه الله- إلى جمهورية الصين الشعبية دفعة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين حيث من المتوقع توقيع العديد من مذكرات التفاهم في العديد من المجالات ومتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين في الدورة الأولى والثانية من أعمال اللجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى.