حميد بن عوض العنزي
تشير التقارير إلى أن هناك 440 تريليون جيجابايت من البيانات التي تتم معالجتها سنوياً في العالم، و4.2 مليار مستخدم للإنترنت يجرون 5 مليارات عملية بحث يومياً. هذه الأحجام من البيانات التي تحاصر الإنسان بمعالجتها يمكن لها أن تكتشف وتعيد وتغير كل شيء حوله. ويقول بيتر ديمانديز مؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤسسة «إكس برايز»: يشكل الذكاء الاصطناعي تحولات كبرى في مسيرة الإنسانية ويفوق تأثيره ما أحدثه اكتشاف واستخدام الطاقة الكهربائية، باعتبار أن العدد الكبير من الأقمار الاصطناعية، والطائرات من دون طيّار، والأجهزة التي يستخدمها الأشخاص تجعل من حياتنا مراقبة بشكل متكامل وتولد بيانات ضخمة عن حياتنا وعن سلوكياتنا. هذه الانطلاقات الخارقة للابتكارات التقنية تثير مخاوف الكثير من المهتمين بالأخلاقيات ومطالبتهم بوضع سياسات أخلاقية وقد نادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بوضع مبادئ أساسية لسياسة للذكاء الاصطناعي لأن العالم اليوم يحتاج إلى ثلاث ركائز عمل أساسية في التحول الرقمي هي الأخلاقيات وتقييم الفرص وإدراك الأولويات التي تهم الإنسان، ويرسي معايير أخلاقية أساسية ستكون العنصر الأهم لنجاح الذكاء الاصطناعي مستقبلاً بحسب ما ذكرت لجنة التعاون الرقمي التابعة للأمين العام للأمم المتحدة. والحديث عن مستقبل الحياة في ظل التطور المذهل للأجيال التقنية بات يشغل العلماء، وكل ما يتم التعامل معه اليوم وغدا من ثورات تقنية ومنتجات الذكاء الاصطناعي وبرمجيات وتطبيقات وتقنيات هي ترسم توجهات المستقبل التي بقدر ما تمنح الإنسان خدمة وراحة فإنها أيضا تصنع في الوقت ذاته أمواج من القلق الناتج عن عدم معرفة حدود هذه الابتكارات وإلى أي حد ستصل، وهل ستصل لنقطة الانقلاب على الإنسان ذاته.