«الجزيرة» - خاص:
قرار الولايات المتحدة المفاجئ بالانسحاب من سوريا سيُلقي المنطقة في أتون مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والمفاوضات، وسيكون له تداعيات كارثية على الأكراد، ويسمح لداعش بالعودة من جديد، مع وجود خطر تلاعب أطراف متعددة مثل النظام السوري وداعش وتركيا؛ ما قد يرسم سيناريو تقدم تركيا أكثر في المنطقة الكردية لتأمين حدودها، أو إعادة انتشار سريع للقوات السورية على الحدود التركية، ولكنه في الوقت ذاته يزيل التهديد الأكبر المتمثِّل في: الصراع الأمريكي الإيراني، وفق دراسة بعنوان: «ما مستقبل المناطق الكردية شمال سوريا؟» صدرت حديثاً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ضمن دورية «مسارات».
وسوف يتسبّب الانسحاب الأمريكي السريع من سوريا في تداعيات خطيرة على الأكراد، الذين يُنظر إليهم على أنهم الفائز الأكبر في الصراع السوري؛ حيث سيتهدد الاتحاد الديمقراطي لشمال سوريا الذي أسّسه الأكراد بدعم أمريكي، وسيواجهون الخطاب التركي المتصاعد تجاههم، ولن يجدوا الحماية إلا من قبل نظام الأسد.
ويبدو أن الاتحاد الديمقراطي شمال سوريا ليس أمامه فرصة في تجنُّب صراع جديد إلا من خلال العودة لحظيرة النظام السوري والحفاظ على الاتصال بالروس.
وركّزت الإدارة الأمريكية صراعها على الإرهاب بشكل أساس في وحدات حماية الشعب الكردية السورية، في أعقاب حصار كوباني أواخر 2014م، ورغم أن تركيا وأمريكا تتهمان هذه الميليشيا إلا أنها أصبحت القوة البرية السورية للتحالف ضد تنظيم داعش، وتطورت بعد ذلك لتتحوّل إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر حاليّاً على ما يقارب 25 % من سوريا.