يوسف بن محمد العتيق
قمت وبعض الزملاء بجولة ميدانية لدراسة مساجد الرياض التاريخية، وكنا نعتمد في هذه الدراسة على كتاب الأستاذ الباحث راشد بن محمد بن عساكر (تاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الرياض إلى عام 1373هـ)، والذي قدم له وزير الشؤون الإسلامية وقتها الدكتور عبدالله التركي.
فكنا نبحث في تاريخ المسجد في كتاب الباحث بن عساكر، ثم نقوم بجولة ميدانية نزور فيها المسجد، ونلتقط له الصور، ونقارنها بالصور القديمة إن وجدت.
الجولة ممتعة ومفيدة، وهي لا تتجاوز الرياض القديمة.
لكني وقفت واستغربت عندما رأيت أن هناك مساجد عرفت بأسمائها التاريخية منذ الدولة السعودية الثانية، ثم تفاجأ بتغير المسمى التاريخي لهذا المسجد وهو المذكور في الكتب والوثائق إلى مسمى جديد، هذا التغيير قد يربك الباحث كثيرا، كما أن هذه التسمية الجديدة، وبإزالتها يذهب الاسم القديم للمسجد واسم صاحبه ومن بناه، وهو محتاج لذكره والترحم عليه على ما قدم.
دعوني أضرب لكم مثالا على ذلك ذكره الأستاذ راشد بن عساكر في كتابه المذكور، وقمنا بزيارة ميدانية له:
يقول ابن عساكر في كتابه (ص 187 - 188):
مسجد الفويتة، مسجد قديم من مساجد النخيل، يقع جنوب بلد معكال، وهو من أقدم المساجد الموجودة في هذه الجهة، وأقدم ممن عرف بسكنه هم أسرة الشعابا، وذكر الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الشعيبي المولود سنة 1314هـ أن آباءه وأجداده انتقلوا من ملكهم هذا على بني عمهم في بلد منفوحة في زمن الإمام عبدالله الفيصل، وكما يبدو من ذلك أن أئمة هذا المسجد من هذه الأسرة.
يقول العساكر بعد أن ذكر مراحل تعمير هذا المسجد سنة 1386هـ: وقد جدد أيضا بالبناء المسلح في 1416هـ مع توسعة له... وقد سمي المسجد باسم أحد الصحابة وهو عمير بن وهب رضي الله عنه.
هذا كلام الباحث باختصار، والمسجد قائم حتى يومنا هذا، وهو على شارع الأعشى المعروف وسط الرياض.
والسؤال لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والإخوة الكرام المسؤولين عن مسميات المساجد: هل يعقل أن يزول هذا المسمى التاريخي ولا يحافظ عليه.
أتفهم أن يقوم فاعل خير ببناء مسجد وأن يسميه باسم من أراد أو باسمه شخصيا أو عائلته، لكن الذي يحتاج إلى توضيح هو إزالة مسمى تاريخي، واستبداله بمسمى (لا شك في أهميته) لكن لا مانع أن يكون اسم المسجد هذا في مكان آخر، فالمساجد التي تبنيها الدولة والمحسنون لا تتوقف.
هل من توضيح بخصوص تغير مسميات بعض المساجد التاريخية من قديم مذكور في الكتب إلى حديث قد يناسب أن يكون في أي موقع.