سلطان المهوس
تخيل أن يكون أول منصب رياضي لك هو أن تترأس اتحاد الكرة؟!
يحدث ذلك في الاتحاد السعودي لكرة القدم..!
حاولت أن أبحث عن أي دليل أو دراسة يمكن من خلالها أن أناقش فكرة الرئيس «البراشوت» لكن محاولاتي باءت بالفشل..!
قد ينجح «البراشوت» لكن بعد «خراب» مالطا وهو ما يعني تركه يتعلّم ويتخبط حتى يمسك المسار فيما المتعلمون والقادرون يتفرجون..!
المصيبة ليست هنا فقط، بل في أن «البراشوت» يمكن أن يهبط على مناصب رياضية دولية دون سابق إنذار؛ لذلك من الطبيعي أن تجد أن في الكرة السعودية من يكون أول إطلالته الخارجية التقدّم لمنصب نائب الرئيس القاري أو عضو «الفيفا»..!
استثني «لؤي السبيعي» فقد أثبت وجوده وكفاءته رغم قصر مدته لأنه ابن اللعبة وخبير بها..
هكذا بكل بساطة يمكن الاستحواذ على صورة الكرة وواجهتها الخارجية وهو الأمر المتكرِّر منذ أن خطونا مشوار «الانتخابات» فقد أصبح التمثيل الدولي «حراجاً» للشلة والمقرَّبين والنتيجة: تغيير خمسة أعضاء بلجنة المسابقات الآسيوية, ترشيح بالمزاج والمحسوبية, ضياع هوية وقوة الصوت السعودي..!
رفعت الأقلام وجفّت الصحف فيما يخص التمثيل الكروي الخارجي؛ فقد تم الترشيح وانتهى الأمر لكن ما بقي أعظم وأخطر وهو الترشيح للجان المختلفة بالاتحادين الدولي والآسيوي وهو ما يجب أن تتولاه «إشرافياً» اللجنة الأولمبية السعودية بعد أن ثبت أن المزاجية والمحسوبيات هي من تقود الملف..!
اقترحت سابقاً في مقال «حراج المناصب الخارجية» إنشاء إدارة التمثيل الدولي الرياضي للملمة الجهود والتوجه السعودي الرياضي في كل المنظمات الرياضية ودعم ممثلينا ومتابعة أعمالهم، واليوم أعيد نفس الاقتراح وأقدّمه لسمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس هيئة الرياضة، فالإجحاف الذي تعيشه الخبرات الدولية والقارية مسار «سلبي» دفعنا وما زلنا ثمنه في الكثير من المواقف..!
سبق للأمير عبدالله بن مساعد أن وضع لجنة لاختيار ممثلي السعودية في اللجان والمناصب الآسيوية لكن التوجه فشل بامتياز..!
النويصر, المدلج, المعمر, كيال, البطي, القريني, الخميس, المعيبد, البكر, العقيل, المقرن, رأفت التركي, الزيد ... إلخ, أسماء لها صولات وجولات وعلاقات وخبرات في الشأن القاري تم تجاهلها فقط بسبب المحسوبية والمزاج..!
يشترك الاتحاد القاري والدولي في عدم وضع اشتراطات صارمة لقبول الترشح لمناصبه وهو ما أعتقد أن سيتغيَّر بدءاً من 2023 وهو ما أسهم في فتح السماء الآسيوية «للبراشوت» بالهبوط في كوالالمبور بأمان..!
لا أحد يعرف قيمة التمثيل الدولي إلا من يحتاجه في يوم ما, والأمور التي يتم من خلالها إدارة «التمثيل الدولي» في اتحادنا الكروي غير سليمة وتفتقد لأبسط قواعد الاحترافية؛ لذلك من السهل أن يكون أول ترشيح في حياتك لمنصب عضوية «الفيفا» أو نائب الرئيس القاري...!
كلي أمل ورجاء من الأمير عبدالعزيز بن تركي أن يلحق بمرشحي اللجان في آسيا و»الفيفا» وأن يضمن اختيار الكفاءات الخبيرة المناسبة، فلدينا في المستقبل ملفات عديدة في «المسابقات, الاحتراف, الاستضافات, المعايير, اللوائح» ولن يقدر عليها من هبط بالبراشوت وأصبح في لحظات ممثلاً خارجياً للكرة السعودية..!
إدارة التمثيل الخارجي..
ضرورة وليست ترفاً..!