عبد الله باخشوين
عاد ابني (حكم) غاضباً.. وقف أمامي وقال باستنكار:
طيب يا أبويا.. وبعدين.. ايش آخرتها مع (الإشاعات)..؟!
وعندما أدرك أنني لم أفهم.. قال موضحاً:
الناس ما عندها إلا الكلام عن محمد بن سلمان.. ايش.. انته منته عايش في البلد.. ولا ما تقرأ اللي ينشروه عنه.. ومش مهم إنه لا كذب.. المهم كل اللي ما عنده شيء يقوله يتكلم عن ولي العهد.. ايش مسوي لهم
الرجال.. كل الناس تحبه.
و.. ضحكت.. وقلت:
معليش يا سيدي اعتبرها ضريبة (المحبة)؟!
عاد يقول بحنق:
لكنهم زوّدوها.. فيه ناس ينشروا كلام يزعل.. وإشاعات بايخة.. وكلام كله كذب.. وكالات أنباء وصحف ومواقف نعتبرها صديقة.. ومواقع معادية.. هذا غير تركيا وقطر والناس اللي يشتغلون لحسابهم.
واصلت سخريتي قائلاً:
ولي العهد مو زعلان.. انته زعلان ليه..؟!
قال بحيرة:
أبغى طريقة تسكتهم كلهم.. احنا كلنا عارفين إن كلامهم (بكش) وإشاعات مغرضة.. بس لازم الإعلام يكذبهم.. ويسكتهم..!
قلت بطريقة جادة:
اللي متحصّن بمحبة الناس ما تهمه الإشاعات.. (المثل) يقول: (أعذب الشعر أكذبه).
قال باستغراب:
يعنى انته ما عندك مشكلة
قلت محاولاً التوضيح:
أنا مشكلتي تبدأ لما الناس تسكت وما تتكلم عنه.. يعني يصير زيي أنا وانته قاعد على (اللاين) ومحد يجيب سيرته ولا يدرى عنه.. لكن ما دام هو نجم النجوم.. وسيرته على ألسنة الناس.. وكل وسائل الإعلام العربية وغير العربية تتكلم عنه ومعاها كل وسائل التواصل (حقتكم) وفوق (البيعة) قطر وتركيا وإيران وكل اللي هيَ مستأجرتهم فهذا عز الطلب.
زمان لما يكون فيه واحد في (الحارة) ما يعجبنا نقول لبعض (طنشوه يا عيال) وخلاص يفضل رايح جاي وما عندك أحد.. ولو يسوي المستحيل (كلنا طناش) اللين نخليه (ينخ) ويجي ذليل ويقول: (يا هو يا عيال كفاية طناش.. عبرونا شوية).. ويعتذر عن غروره ويعرف قيمة نفسه.
ولي العهد..
هذا زين الشباب في العالم كله.. الكل يعرف أنه أصغر زعيم.. وأهم عقل اقتصادي.. وأهم مجدد قاعد يطور بلاده ويبغى يوصلها لموقع ما يحلمون به.. كلهم يعرفون أنه مهو (إعصار) يمر زي (تسونامي) وبعدين يعالجون (آثاره).. هذا (شلال) زي شلالات (نياقرا).. اندفاعه دائم وخصب ومثمر.. وما تبغاهم يتكلمون عنه.. ما يصير..؟!
خلاص عدى المحلية وصار شخصية عالمية.
وهو عارف أنه عرضة للمدح والكذب والإشاعات والأقاويل والحقد والكراهية.. وكلها ما تأثر فيه لأنه يعرف أنه مغمور بمحبة كل أهل المملكة العربية السعودية.. ومحفوف بثقتهم.. ولا ينال المحبة والثقة
إلا قائد أو زعيم من طراز فريد.