صيغة الشمري
في كل يوم تطالعنا الصحف والمواقع بأخبار جديدة تكشف أن ثقة قيادتنا الرشيدة في المرأة السعودية كانت في محلها، عندما قررت أن تمنحها الكثير من الحقوق وتعيد إليها مكانتها التي تستحق، عبر مجموعة من الإجراءات هي الأقوى والأجرأ والأهم في تاريخ المرأة السعودية.
وكانت واقعة قيام الممرضتين السعوديتين مريم الشمري ووفاء العنزي بإسعاف أحد المصابين على طريق المدينة جنوب حائل، مثالاً حياً على أن تمكين المرأة والثقة بها يزيدها قوة وإبداعاً ويفجر مواهبها وطاقاتها وقدراتها على التعامل مع المواقف الصعبة والمفاجئة.
مريم ووفاء تفاجأتا على الطريق بحادث مروري خلف أحد المصابين، كان يمكن لهما أن يكملا السير في طريق عودتهما إلى المنزل ولم يكن ليلومهما أحد، خاصة أن الوقت ليلاً والحادث على طريق سريع، ولكن الممرضتين وفور اكتشافهما أن الهلال الأحمر لم يصل بعد، قررتا أن تقوما بواجبهما بكل شجاعة ومهارة وإقدام.
وفي مشهد معبر يحمل الكثير من الدلالات، أخذت الممرضتان تتعاونان لإنقاذ المصاب وتقديم الإسعافات الأولية له ومساعدته على وقف نزيف الدماء، فيما التف الرجال حولهن يستمعون إلى تعليماتهن وينفذونها بسرعة وثقة فيهما، بعدما رأوا منهما كل شجاعة وثبات.
مريم ووفاء لم تفكرا كثيراً عندما قررتا الإقدام على هذه الخطوة، لم يشغلا بالهما بالجدل حول قضايا فرعية لطالما غرقنا في النقاش حولها لسنوات دون أن نحرز أي تقدم، لم تتساءلا عن أي تفاصيل، لم تترددا عن النزول والتوجه بسرعة وثبات، بل اتخذتا قرارهما فوراً وبشكل عاجل استجابة لما أملاه عليهما ضميرهما الإنساني والتزامهما المهني ليؤديا الواجب المنوط بهما لرجل لا يعرفاه ولا ينتظران منه حمدا ولا شكورا.
إن ما قامت به الممرضتان اللتان أصبحتا فخراً لكل نساء المملكة، هو دليل حي وعملي على تطور فكر المرأة السعودية وتعاطيها الإيجابي مع الثقة التي منحت لها ومع رحلة التمكين التي بدأتها القيادة السعودية الحالية للاستثمار في المرأة، لتثبت وتؤكد أنها على قدر المسؤولية وتمتلك الكفاءة والمهارة التي تؤهلها لخدمة بلادها على الوجه الأمثل الذي يجعل منها مثالاً نفتخر به أمام العالم، ويحق لها أن تقف في شموخ وتقول «سجل.. أنا سعودية».