فهد بن جليد
مع بداية العام الحالي باتت المطاعم والمقاهي تواجه غرامة مالية، في حال لم تفصح عن حجم السعرات الحرارية، لذا أصبح المنيو في هذه الأماكن يحوي السعر والسعرات الحرارية جنبًا إلى جنب، السؤال المطروح ما هو المعيار الذي استندت عليه هذه المطاعم والمقاهي في تحديد عدد السعرات الحرارية؟ وهل جميع الوجبات والمشروبات التي يتم تحضيرها محليًا تخضع لمقاييس ونسب مُحدَّدة تعكس السعرة الحرارية الصحيحة، المسألة برأيي تحتاج توضيح ومراقبة أكثر من جهة الاختصاص.
يوم بعد آخر يكتشف العالم أنَّ أغذية (الدايت) و(السعرات الحرارية المُنخفضة) هي كذبة اخترعتها بعض الشركات من أجل فتح نوافذ تسويقية جديدة، ولعل آخر الفضائح ما أعلنته كلية ألبرت اينشتاين في جامعة يشيفا بنيويورك هذا الأسبوع بأنَّ المشروب العالمي (كولا دايت) الذي يقال: إنه يحوي صفرًا من السكر بسعرات حرارية أقل، يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية بنسب 25 في المائة، وأنَّه يرفع من احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 في المائة، هذه ليست سوى دراسة واحدة على منتج واحد من شركة عالمية، فكيف يمكن أن نثق بعشرات أو مئات المُنتجات التي يتم بيعها في الأسواق من شركات محلية أو إقليمية أو حتى فروع لمنتجات عالمية تم تعبئتها أو صنعها في منطقتنا، وتباع بسعر أعلى لكونها منزوعة الدسم أو خالية من السكر أو نحو ذلك.
إذا كان الأمر كذلك فيما يخص المُنتجات الغذائية المُصنَّعة، والمُعلَّبة آليًا، فتخوفنا من منتجات الكوفيهات أو المطاعم سالفة الذكر -آكد -كونه يتم تصنيع أغذيتها ومشروباتها داخليًا على يد عاملين لا يملكون أصلاً آليات معايير ومقاييس موَّحدة لنسب مكونات هذه الأطعمة والأشربة، نشر هذه الثقافة خطوة موفقة ومُتقدمة لمُحاربة السمنة، ولفائدة صحة المُجتمع، ولكن تبدو الخطوة ناقصة في عدم وجود ضابط تقني أو آلي لضبط النسب والمكونات فيما أعلم، فما يحدث اليوم أنَّ نافذة جديدة فتحت لبعض ضعاف النفوس لاستغلالها لزيادة الأسعار علينا، بحجة أن السعرات الحرارية أقل أو مُنخفضة، بينما الواقع والمُشاهد يقول إن (سعيد أخو مبارك) فلا دليل على أن السعرات الحرارية في هذا المُنتج أو المشروب أقل من غيره.
وعلى دروب الخير نلتقي.