إبراهيم بن جلال فضلون
«أردوغان» يرى «بعلاقاته المافيوية» فيه نفسه «أرطغرل» القرن 21؛ وسُلطاناً ممهوراً «كُرسيه» بالدم العربي خاصة السوري منه والعراقي والليبي البريء؛ في مجازر غطت الأعين بدمائها لتطال شعبه الأصيل من اعتقالات وتطهير؛ ولم يُحرّك «أردوغان» ساكناً رغم علمه بأن المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ هم الذين يدفعون ثمن كل مجازره هو وحلفائه الإخوان وأشياعهم من قطر وإيران وحزب الله وغيرهم.
ما لا يعلمه «أردوغان» أن «قيامته» ستكون قريبة جداً على رأسه؛ بعد أن أُهين بالعديد من المحافل الدولية، واحتفائه مُؤخراً وبأوامر مباشرة منه وكبار مستشاريه على الاحتفاء بسيد قطب إمام التكفيريين الذي أصبح الرمز الأول لتنظيم داعش، وعدم رحمته بالأكراد المُسلمين في تُركيا وسوريا والعِراق، بل وبعد ارتفاع قياسي لقضايا «إهانة أردوغان» في تركيا وصلت بنهاية 2018 نحو 20 ألفا و539 قضية، ناهيك عن إغلاق 70 صحيفة يومية، و6 وكالات أنباء، و24 محطة إذاعية، و17 قناة تلفزيونية، و20 مجلة، بالإضافة إلى اعتقال 162 صحفيا، معظمهم بعد الانقلاب الفاشل، بسبب تهم أبرزها الإرهاب!”. رغم وجود قنوات لتنظيمات إرهابية من داعش والإخوان والقاعدة مثل قناة “مكملين” و“الشرق” و“وطن”. وشخصيات كأيمن نور والقرضاوي وغيرهما.
ولكن ما العمل عندما ينقلب السحر على الساحر كما يحدث الآن؟!! فهل يُدرك أنه يُبحر ضد التيار.. فهل ستكون نهايته كالراحل (صدام أو القذافي) على يد شعبه أم بأيد دولية؟!! خاصة وأن «إيران» هي التي تقف على الحدود التُركية وليس سوريا.
وهل سيأتي هلاكه على يد جماعة الإخوان المُسلمين في المنطقة العربية وجماعاتها الإرهابية الأخرى؟، بفِكرها المُتطرّف بعنجهية القيادة والإدارة والتخوين والتشكيك بالآخرين؛ ورفع شعارات برّاقة لا تخدم الإسلام والمُسلمين؛ والتي تعود علاقاتهما لسبعينيات القرن الماضي وحلمه بتشكيل “حلف ناتو إسلامي”. لترتدّ بالويلات على شعبه ودولته، لأن علاقتهما ببعض تخضع الجدل والتقييمات المتفاوتة، ذلك التنظيم الإخواني الذي تداعى على يد الشعب المصري، فأكل بعضه إلى درجة أن الكثيرين من شبابه “كفروا” به والتحقوا بالميليشيات الجهادية المسلّحة.
أم هل ستكون «مجزرة إدلب» هي شهادة وفاته سياسياً؟؛ رغم أن مُختلف القوى الدولية بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل تُحذّر من إبادة جماعية للسوريين الأبرياء فيها؛
ألم يتعلّم من السعودية التي لم تسمح لإيران بأن تتسلل عبر جماعة الحوثيين إلى اليمن؛ كما أنه لم يتعلّم أيضاً من الموقف (الأردني والإسرائيلي) الحازم الذي رفض بقوّة وجود إيران ومليشياتها وحزب الله في الجنوب السوري.
وقفة: على «أردوغان» أن يتوقف عن لغة السيطرة والتهديد والكبرياء السياسي والعسكري في المنطقة، والعودة إلى لغة العدل والاعتدال، والعمل المُخلص نحو توحيد مواقفها مع الدول الشقيقة كالسعودية ودول الخليج العربي والأردن واليمن وغيرها، لا تابعاً للمحور الإيراني الخامنئي؛ الذي لن يقود المنطقة إلا إلى الدمار والموت وتزايد حمامات الدم التي لن تسلم حتى تركيا منها، فالعالم العربي والإسلامي يواجه الآن خطرين رئيسيين هما: الخطر الإيراني الطائفي، وخطر العثمانية الجديدة.. وقانا الله شرهما وحفظ أوطاننا.