سلمان بن محمد العُمري
كان ولا يزال الزي الاسكتلندي التقليدي من الثوابت عند الاسكتلنديين بل إن المحافظة عليه والتشجيع وصل لأعلى المستويات، وكما رأينا من الأسرة المالكة البريطانية من يرتديه في مناسبات ذات علاقة بالمناسبات الاسكتلندية ومنهم الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وفي اليابان لاتزال الملابس التراثية، وبعض الألعاب الرياضية القديمة تحظى برعاية رسمية وشعبية، وفي كثير من دول العالم هناك اهتمام بالموروث الشعبي من الأزياء والملابس والألعاب والمتاحف، وتجد جهات راعية لها ومهتمة بها.
وتابع الجميع ما أعلن عنه رئيس هيئة الترفيه من برامج وأنشطة ووجدت أن الموروث الشعبي لم ينل حقه حتى الآن، وبالصورة المطلوبة من الجهات الرسمية المعنية، وكل ما رأيناه من أنشطة وبرامج وأعمال هي بجهود فردية وشخصية لمحبي التراث ولأبناء كل منطقة، ولا يزالون ينفقون على ما قاموا بإنشائه، ويتولون الصيانة والتشغيل وعلى سبيل المثال: فهذا متحف العقيلات في بريدة، ودار الفنون الشعبية في عنيزة، ومتحف شقراء وسوقها القديم، وأشيقر، والقرية التراثية بعلقة، وكذلك القصب وغيرها من مدن المملكة، والشواهد السابقة للمثال لا الحصر.
كنت أتمنى أن يكون هناك إحياء للألعاب الشعبية في كل منطقة، ولكل الفئات صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، وتشجيع الرياضات القديمة، وخاصة في المناسبات والمواسم، فما الذي يمنع من تشجيع الفنون الشعبية في المناطق، وتشجيع بعض التراثيات التي تكاد تندثر كالرحلات على الركايب والإبل، وتنظيم رحلات في الأعياد أو الإجازات أو اليوم الوطني والمناسبات الجميلة والسعيدة التي لا تنقطع ولله الحمد في بلادنا.
وأتمنى ألا تكون المبادرة من هيئة الترفيه بمفردها بل على المسؤولين في إمارات المناطق والأهالي العمل على تنفيذ بعض البرامج الشعبية، وطلب مساهمة هيئة السياحة وهيئة الترفيه كل فيما يخصه بدعم البرامج والأنشطة المقترحة واختيار المكان والزمان المناسب لتنفيذها، وألا يقتصر الأمر على المشاركات المحدودة في مهرجان الجنادرية للتراث الوطني فقط. بل من المفترض أن يكون هذا المهرجان تتويجًا لمجموعة من المهرجانات المحلية في كل منطقة يتزامن مع الفعاليات التي تقام بالمنطقة على مدار العام، وأن يكون هناك تشجيع ودعم ورعاية لهذه المناشط بما يسهم في التعرف على موروثنا الشعبي، والتعرف على مناطق المملكة المختلفة وزياراتها وتشجيع السياحة الداخلية، وتهيئة كافة السبل التي تسهم في نجاح البرامج والأنشطة، وكما يقول المثل: «زيتنا في دقيقنا».
إن الجهود السابقة التي بذلت من أبناء المناطق في إحياء التراث الشعبي والآثار في كل بلد جهد يذكر فيشكر ويحتاج إلى المزيد من الرعاية والدعم، وخلق روح التنافس الحميد بين البلدان والمناطق في إظهار كل منطقة وبلدة لخصائصها التراثية والاجتماعية والثقافية والتي ستنصهر جميعاً في خدمة تراث المملكة، وإضفاء لمسات جميلة من الترفيه المرتبط بتاريخنا وتراثنا، والمحافظة عليها قبل أن يندثر وتكون نسياً منسياً.