تصوير - محمد السقاف:
تتواصل الجهود حاليا في التهيئة لمشروع القدية شمال غرب الرياض الذي سيكون أحد أكبر وأهم المشاريع السياحية في المملكة.
وقد أطلق المشروع على موقع القدية المتاخم لمركز قصور آل مقبل شمال غرب الرياض، وتعود التسمية نسبة لدرب القدية أو أبالقد الأثري في جبال طويق.
والقدية مشروع ترفيهي رياضي ثقافي سعودي أعلن عن فكرته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة حفظه الله في 7 إبريل 2017م كوجهة ترفيهية واجتماعية نوعية، ووضع حجر الأساس للمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في 28 أبريل 2018 الموافق 12 شعبان 1439هـ.
يقع المشروع على مساحة 334 كم مربع، كأكبر مدينة سياحية ترفيهية في العالم، حيث تتجاوز مساحة ديزني بضعفين ونصف.
يكتمل تدشين المشروع عبر ثلاث، حيث بدأت المرحلة الأولى منذ إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فكرة المشروع في 2017، وبدأ التنفيذ في تدشين البنى التحتية وبناء المرافق، وحسب المخطط سيتم افتتاح أعمال المرحلة الأولى في عام 2022م.
أما المرحلة الثانية فتتمثل في تطوير المجمعات الرئيسة، وتوفير نحو 4 آلاف وحدة سكنية، في الفترة ما بين عامي 2023 و2025م.
وتتمثل المرحلة الثالثة في اكتمال المشروع العملاق، وشغله بالكامل في الفترة من 2026 إلى 2035م، ومن المنتظر والمتوقع بحلول عام 2030م.
- ومن المتوقع أن يضيف المشروع قيمة اقتصادية تقدر بنحو 17 مليار ريال سنويا للاقتصاد السعودي، مستهدفا توفير حوالي 30 مليار دولار التي ينفقها السعوديون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد.
وسيتم توظيف هذه الوفرة في الإنفاق لتنمية الاقتصاد المحلي الداخلي، ما سيؤدي لخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي.
- ويشمل المشروع أكاديميات للتدريب، والمضامير الصحراوية والإسفلتية المخصصة لعشاق رياضات السيارات، والأنشطة الترفيهية المائية والثلجية، وأنشطة المغامرات في الهواء الطلق، وتجارب السفاري والاستمتاع بالطبيعة، فضلاً عن توفر الفعاليات التاريخية والثقافية والتعليمية.
وسيحتوي المشروع كذلك على مراكز تجارية ومطاعم ومقاهٍ وفنادق، ومشاريع عقارية، وخدمات تلبي تطلعات كافة فئات المجتمع.
- تعتبر مدينة القدية إحدى المبادرات الاستثمارية التي تدعم رؤية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني ودفع الاقتصاد السعودي، وخلق المزيد من فرص العمل للسعوديين، ومن المقرر البدء في تنفيذ أعمال مشروع مدينة القِدِيّة في عام 2018، وافتتاح المرحلة الأولى للمدينة في عام 2022.
- وسيعمل المشروع على استقطاب 31 مليون زائر عبر العديد من الخيارات الرائعة للترفيه والأنشطة الرياضية والثقافية الموزعة ضمن منشآت مصممة بشكل مبتكر تشمل كلاً من مدن الألعاب، والمراكز الترفيهية، والمرافق الرياضية القادرة على استضافة أبرز المسابقات والألعاب العالمية.
وتحوي جبال طويق المحاذية لمدينة الرياض من الجهتين الغربية والشمالية الغربية عددا من المواقع والمعالم الأثرية التي تعود لفترات تاريخية متعددة.
ومن هذه المعالم الدروب الأثرية وخاصة في الجهة الغربية حيث تمثل هذه الدروب الطرق الوحيدة للوصول إلى اليمامة.
ومن أبرز هذه الدروب وأطولها درب أبالقد الأثري بمركز قصور آل مقبل في محافظة ضرما شمال غرب الرياض، والذي تعود بداية إنشائه لبدايات العصر الإسلامي الأول قبل 1400 عام، ومر بعدد من مراحل التجديد والترميم كان آخرها في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله.
وكان الدرب يشكل خطرا على عابريه لصعوبة العبور منه بسبب ارتفاعه الشاهق والبالغ قرابة الكيلومتر، كما أن ضيق مساحته التي لا تتسع إلا لشخص أو جمل كان سببا في صعوبة السير فيه خوفا من سقوط دابتهم والتي يتم ربطها بـ»المكع» حيث يتم ربط الناقة مع رقبتها أثناء الطلوع، أما في النزول فيتم ربطها من الخلف حتى لا تسقط الناقة ذاتها أو تسقط حمولتها.
وتم رصف الطريق بالحجارة بشكل منظم بهدف تأمين نزول وصعود الجمال لوجود عدد من المنحدرات الخطيرة والشاهقة، كما تم وضع الرتج» الحجر الكبير» في الملفات الصعبة والتي تقارب الـ30 لفة بارتفاع مترين لمنع سقوط الجمال، ويوجد في الطريق عدد من الاستراحات في وسطه وذلك لإراحة الجمال أثناء الصعود أو النزول لشدة ارتفاعه، كما أنه يوجد مسجدان أحدهما في أسفل الطريق والآخر في أعلاه.
وتزداد أهمية درب ابالقد ويسمى أحيانا القدية لوقوعه بالقرب من مدينة القدية السياحية التي سيتم البدء في إنشائها قريبا ضمن مشاريع رؤية المملكة 2030.
ولا تقتصر آثار جبال طويق في جهته الغربية لا تقتصر على الدروب الأثرية بل هناك آثار أخرى منها شواهد أثرية تعود إلى 5000 سنة وهي المباني الدائرية والمذيلات التي لا يعرف حتى الآن الهدف من إنشائها.
حيث تكثر المذيلات الواقعة على قسم الجبال وسفوح الأودية والهضاب ونجدها عادة بجوار المباني الدائرية, وهي عبارة عن أبنية شريطية أو مذيلة مبنية من الحجارة تتراوح أطوالها من 3-80 م تقريبا تنتهي برأس مثلث صغير ويصل عرض المذيل إلى المتر بينما ارتفاعه يصل إلى 80 سم ويتجه المذيل في كثير من الأحيان من الشمال إلى الجنوب أو من الشرق إلى الغرب في أي اتجاه الجهات الأصلية.
وتتواجد تلك المذيلات على ضفاف جبال طويق قريبا من قصور المقبل، وقد عثر بقرب بعض هذه المذيلات على أدوات حجرية تعود إلى أكثر من 5000 سنة مما يدل على العمق الاستيطاني للمنطقة، وعلى البيئة المعيشية الصالحة للإنسان منذ ذلك الزمن البعيد.