د. خيرية السقاف
طلقاء من قيد الدين، وغلبته..
موضوعة عن كتوفهم أحمال الدين، وأثقاله..
طلقاء محررون من قهر الدائنين وملاحقتهم..
لا من يلحُّ عليهم سائلا استرداد حقه نهارًا، وليلاً
لا من يقض مضجع نومهم راغبًا فيما لهم عنده
لا حسرة في القلب لضيق اليد، ولا حزن يخيم في ليال هموم لغلبة الفاقة، وسطوة الحاجة..
طلقاء لأن «سلمان» الأب، الأخ، القائد، الوالي في كل الأحوال قد مد يد الأب الرحيم إلى عسرهم، وبعون ربه تعالى له مسح بكفه الندية على صدورهم علَّ الهم يفرج، وعلَّ الدين يقضى، وعلَّ الأبواب الموصدة دونهم تشرع لهم، وقد فعل:
وحدث، حيث أطلق سراح كل المعسرين، وسدد عنهم ديونهم، وأضحك سنونهم، وأشاع الفرح في بيوتهم، وقضى حاجات الدائنين بفضل الله ونعمه، وكرمه..
هذا الموقف الذي يتكرر في رمضان، والأعياد، وعند عجز المعسرين، ولجاجة المُقرضين.
هو ليس طارئًا، بل دائمًا يتم في هذا المجتمع المتكافل حين يوجه قائد البلاد أمره بالإفراج عن المديونين، بسداد الدين عنهم، لا يخص بهذا منطقة على ترامي سعة الوطن، ولا شخوصًا بعينهم، بل يشمل بعفوه، ومعونته كل مواطن انزلقت قدماه في بؤرة الدين فوق ثرى البلاد وتحت رايتها.....
ترى، في أي مكان يحدث مثل هذا في العالم الصاخب بالحديث عن إنسانيته، المتشدق بحقوق الإنسان فيه، الذي يزج أنفه في شؤون أي مجتمع من شعوب العالم؟!..
وهل تُفتح أبواب سجونهم لينطلق منها المعسرون، وأصحاب القضايا غير الجنائية لأن قادتهم قد أزاحوا عنهم الأسباب، وسددوا عنهم الديون، وقضوا لهم الحاجات؟!..
يبقى لهذا الوطن قيمه النابعة عن أصالته، المنبثقة من متانة نسيج لُحمته، المظلل برحمة الله، القائم بشريعته، والسالك مقاصده وفق عدالته...
وإن أمر الإفراج عن المديونين الذي صدر عن توجيهات قائد البلاد حفظه الله، لهو رسالة مفعمة بالأمان، موحية بالاطمئنان، ناطقة بسلام هذا الوطن، ومتانة جُدُره، وعمق أوتاده، وعلو أعمدته..