كاتب فهد الشمري
تشهد ساحة الفروسية بالجنادرية مناسبة غالية وعزيزة على جميع محبي الفروسية ومالكي الإسطبلات والمدربين والفرسان في هذه الأيام، وهي مناسبة تجمع بين روح الشباب التي تسعى لنيل المعالي، وبين حكمة المدربين الذين يضعون الخطط للفوز بهذه الكأس الغالية على جميع قلوب أبناء الوطن جميعاً.
إنها ليست كأساً عادية، وليست بطولة من البطولات التي تمر مرور الكرام، بل هي بطولة وكأس تحمل اسم ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب الرؤية الوطنية 2030 وراعي الشباب الأول في المملكة وفارس المستقبل منذ توليه ولاية العهد.
إن هذه البطولة تعد حدثاً استثنائياً لأن جميع المهتمين بالفروسية يتطلعون بكل لهفة إلى أن تجد هذه الرياضة الأصيلة والعريقة كل الدعم والرعاية والاهتمام من قِبل سمو ولي العهد، وجعلها من الأنشطة الفعَّالة والمتميزة بالمملكة، رغم أن الجميع يقر بالشكر والعرفان لسموه ولولاة الأمر بشكل عام على الدعم الذي تحظى به هذه الرياضة، ولكننا ما زلنا نطمح في حل بعض المشاكل التي تعيقهم عن مواصلة هذا النهج المتصل بتراث المملكة والعروبة بشكل عام.
لقد تكرَّم ولي العهد - حفظه الله ورعاه - هذا العام وزاد في قيمة الجوائز المخصصة لهذه البطولات كدعم للفروسية، وما ذاك إلا استشعار منه بعظمة وقدر هذه الرياضة الأصيلة، ولأن هذه الأسرة الملكية الكريمة قد ورثت حب الفروسية والخيل أباً عن جد، فهو الشاب الذي شابه أباه في الشجاعة والكرم وجده في الإقدام ومن شابه أباه فما ظلم.
إن الفروسية وهي تشهد هذه البطولة وهذه الكأس ستتزيَّن بكامل زينتها، وستخرج كامل إبداعها، كما أنها ستتشرَّف بمقدم ولي العهد إليها، ويتشرَّف القائمون عليها بالسلام على سموه، وهنيئاً للفارس والمدرب والمالك الذين سيكونون على موعد لاستلام هذه الكأس الغالية على قلوب الجميع.
إن الفروسية صفة يمتاز بها العربي قديماً وحديثاً، فقد كانت ولا تزال تشكِّل سمة بارزة من سمات الإنسان العربي، فقد جاء في الأثر (علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)؛ لأن الخيل لا يركبها إلا فارس، والفارس لا بد أن يكون فطناً، ذكياً، وولي العهد هو من تلك النخبة التي تربت على الفروسية وعشقها حتى صارت ملامح الفارس تظهر على محيَّاه ومعالم وجهه.
إنها للحظات لا تنسى وأحداث حق لها أن تسجّل بماء الذهب تلك اللحظات والأوقات التي يرفع بها كأس ولي العهد عالياً، وقد تسلّمها الفائز فيه، ومن يسلمه الكأس هو ولي العهد أو من ينوب عنه راعي البطولة وصاحبها، فهنيئاً لكل الأيادي التي ستحمل هذه الكأس بعد أن تتشرَّف بالسلام على سموه.
حفظ الله المملكة وولاة أمرها وأمنها واستقرارها ورجالها الفرسان الساهرين على حمايتها في كل الثغور والجبهات.