ميسون أبو بكر
إن تدشين ميناء الملك عبدالله بجدة قبل أيام يعتبر من ثمار رؤية 2030، لأنه من مشاريع البنية التحتية التي تعتبر في المسار الرئيسي لنهج الرؤية، التي واكبتها الصناعات الحربية الوطنية والمشاريع العملاقة للمعادن. حيث اعتبر المختصون السيليكون السعودي من أنقى أنواع السيليكون في العالم.
مشاريع الرؤية وضعت المملكة كنموذج ريادي عالمي، حيث يدعم تلك المشاريع بجانب صندوق الاستثمارات مستثمرون محليون وعالميون، وتتنوع المشاريع لتخدم قطاعات متعددة من الحياة أهمها مشاريع البنية التحتية الذي يعتبر ميناء الملك عبدالله من أهمها حيث يقع على أهم مسارات التجارة البحرية العالمية، وتعتبر أرصفته من أعمق أرصفة موانئ العالم.
رؤية العلا، ومشروع نيوم ثم البحر الأحمر والقدية ومشاريع كثيرة وعظيمة بعضها بدأ تنفيذه وبعضها حان قطاف ثماره حملت المملكة إلى اهتمام العالم وعبرت عنها زيارات السياح والمدعوين إلى الفعاليات المختلفة كشتاء طنطورة في العلا والفورميلا بالدرعية، حيث ما زالت كلمات الفنان اللبناني راغب علامة تنعش روحي كلما استذكرتها في لقائي معه حين قال «الذي رأيته في المملكة العربية السعودية لم أتوقع أن أراه لأنه يفوق الخيال، لا يوجد داعي لزيارة المريخ فما أراه في العلا شبيه بما في خيالنا، كل حجر وكل جبل وكل المعالم التي من حولنا هي مفاجأة».
وأنا أتابع على الشاشات تدشين الميناء عدت بذاكرتي للبدايات.. وهي ليست ببعيدة عن اليوم، وقت إعلان رؤية المملكة 2030، كانت فرحة بأمل كبير ومستقبل في علم الغيب تطوقه أحلامنا وصلواتنا وآمالنا، لا أخفيك عزيزي القارئ وربما أجد الشعور نفسه لديك أن وقتها كان من الصعب استيعاب آلية تحقيق الرؤية وسيرها على أرض الواقع وتحققها في السنوات التي حددها ولي العهد.
كنت أفكر بمساحة المملكة الهائل وفي وزاراتها وعدد سكانها من السعوديين والوافدين ومؤسساتها وثقافة مناطقها ونسبة البطالة، وطرق حياة وعمل اعتدناها ومعوقات أخرى قد تواجه رحلة الرؤية،
واليوم بعد قليل من السنوات وبعد مشاريع هائلة تعدت أن تكون رسمًا ومخططات على ورق إلى واقع نعيشه ونتنفس برئته: ينتابني الفرح والدهشة والحمد، وما أعذب الجملة التي جعلتها حكمتي في الحياة وأنا ابنة السابعة «من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل» أيقنت أن الحكم ليست عبارات معلبة بل نهج حياة وثمرة تجارب.
على قدر الأمل كانت العزيمة، وأهل هذه الأرض الطيبة هم كجبال طويق كما شبههم عراب الرؤية، والمستقبل كفيل أن يهبنا بذار ما زرعناه والقادم أجمل.