أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذا اليوم الجمعة 7-6-1440هـ هو اليوم الأول من العام الخامس لعاصفة الحزم التي يقف فيها جنود الوطن البواسل بعزم وحزم في وجه المد الحوثي الخبيث الذي يريد أن يقضي على الشرعية اليمنية ومن ثم يصير خطراً داهماً في خاصرة الخليج تحركه المليشيات الإيرانية ضد أمننا الداخلي واستقرارنا الوطني متى شاءت وكيف شاءت وعلى من شاءت، ولولا الله عزَّ وجلَّ ثم هذه العاصفة المباركة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتابعها ودعمها وما زال ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وقام بتنفيذها على أرض الواقع بكل مهارة واقتدار قوى التحالف الميمون المبارك الذي يعد علامة فارقة وصورة مميزة مشرِّفة لجنود الوطن المخلصين الصادقين في تطهير يمننا السعيد من فلول الإرهاب الضال، ومصدِّري الثورة الخمينية المنحرفة المعادية لمنهج السلف الوسطي الصحيح وانقلاب الحوثيين الغاشم، الساعين في الوقت نفسه لضمان تحقق سلامة وأمن خليجنا العربي وعلى وجه الخصوص أرض الحرمين الشريفين مملكتنا الحبيبة - حفظها الله وحماها من كل سوء ومكروه.
لقد عشنا هذه السنوات نحن المدنيين في ربوع هذا الوطن المعطاء بأمن وأمان، نتنقَّل بين ربوعه، ونأكل من خيراته، ونأنس بمناسباته، ونشارك في اجتماعاته لا نخاف ولا نخشى ولا نرهب أحداً إلا الله، أستشعر - من تأمل حالنا وما نحن فيه من نعم، وعقد المقارنة مع غيرنا ممن هم حولنا، أو مع حال أجدادنا من قبل - أقول استشعر عظم هذه النعمة وكبر قدرها كل من أجال ناظره في العالم حولنا فشكر لله عزَّ وجلَّ عليها، ثم ثمَّن لقيادة بلادنا عزمها وحزمها ووقوفها في وجه كل من أراد أن يفسد علينا استقرارنا ويهدم بنياننا ويشق صفنا ويفرِّق اجتماعنا ووحدتنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويزعزع ثقتنا بالله عزَّ وجلَّ ثم برموزنا ولاة أمرنا - حفظهم الله ورعاهم وأيدهم ونصرهم وحماهم .
إن كلمات الشكر تتقازم أمام صنيع وبطولات جنودنا البواسل الذين يحملون هم حماية الوطن وحراسة حدوده ووقايتنا نحن المواطنين والمقيمين والزائرين ويلات الحروب وسفك الدماء على أرض الخير والعطاء.
لقد تشرَّفت بحضور لقاء مفتوح مع الإعلامي المعروف (محمد العرب) الذي تحدث عن شجاعة وإقدام الجندي السعودي الذي يواجه العدو بكل عزيمة وإصرار، وبكى وهو يحكي قصصاً شاهدها بعينه لأبطال الوطن وهم يقدِّمون أرواحهم رخيصة في سبيل عقيدتهم الدينية وضمان سلامة وطنهم الغالي وإعادة الشرعية وتحقق الأمن والاستقرار في أرض جارهم العربي القريب (اليمن السعيد)، فرحم الله تلك الأرواح الزكية والنفوس الطاهرة التي ذهبت إلى بارئها من أجل حماية جناب التوحيد وحراسة الحرمين الشريفين والذود عن حياض الوطن الغالي، وشفى الرب سبحانه وتعالى من يرقدون على الأسرَّة البيضاء بعد أن أصيبوا في أتون المعركة دفاعاً عن الحرمين الشريفين وتطهيراً لليمن الغالي من الفاسدين المفسدين، وحقق النصر والعز والتمكين للواقفين في هذه الساعة وإخوانهم من خلفهم المرابطين في سبيل نصرة الحق وحماية الدين وأعادهم إلى أهليهم وذويهم سالمين غانمين. ودمت عزيزاً يا وطني.