فهد بن جليد
فكرة استبدال الحرف بالصوت زادت من مداخيل وإعلانات العديد من الصحف العالمية والمؤسسات الصحفية، وهي مربحة للإعلاميين وصحفيي التحقيقات والحوارات الذين قدموا (البود كاست) بطريقة أكثر احترافية من هواة نشر المقاطع الصوتية العشوائية حول العالم، مع تنامي وازدهار هذه الصناعة في الـ24 شهراً الماضية بشكل كبير ولافت.
في العالم العربي للأسف ما تزال وسائل الإعلام والصحف بعيدة عن استثمار مثل هذه التقنية المُربحة بإعلاناتها النوعية التي يمكن أن تُساعد في مواجهة الأزمات المالية، (البودكاست) تقنية ظهرت قبل ثلاثة عشر عاماً كمزيج بين كلمتي (آيباد) و(برود كاست) ولكنها سجلت مؤخراً طلباً كبيراً وحققت نجاحاً مُنقطع النظير في الغرب كأحد أحدث وسائل البث والتواصل، وتعني (راديو الإنترنت) أو الإنتاج الصوتي حسب الطلب والتخصص، وهي خدمة تختلف عن الإذاعة العامة لأنَّ جمهورها يختار المحتوى الذي يريد الاستماع إليه والاحتفاظ به واستعادته، وهو ما جعلها هدفاً للمُعلنين المُهتمين بهذا النوع من الجمهور، يقول الصحفي الأسترالي الشهير (دان بوكس) الصحافة لن تموت فهذه وسيلة جديدة داعمة ومربحة لنا في جريدة الأسترالي الورقية لتقديم مُحتوى مُختلف، كدليل على مدى انتشار الفكرة في الصحف العالمية شرقاً وغرباً.
في السعودية ظهر مجموعة من (البودكاستيون الشباب) قد لا يعرفهم الكثير ولكنهم يدغدغون آذان مستمعيهم بتقديم محتوى مُتخصص جيد، وبإنتاج حلقات صوتية جاذبة، واستعراض تجارب مفيدة وذات قيمة، وإجراء مُقابلات وحوارات مع العديد من الشخصيات الهامة والناجحة في مجالها، ما يميز هذا النوع من الإنتاج هو قوة المنافسة بتوفره طوال الوقت للمُشتركين بجودة عالية، وتحت الطلب متى ما أراد المُتلقي استقبال المحتوى أو استعادته ليستمع للمقال أو التحقيق أو الحوار والاستفادة من التجارب ويتشارك المعلومات بكل سهولة مع الآخرين، ودون الحاجة للجلوس في مكان واحد أو حتى النظر إلى الهاتف المحمول، يمكنك الوصول لمئات التطبيقات عبر برامج الهواتف الذكية والاشتراك فيها، البود كاست تجربة فردية في ظاهرها، ولكنَّها باتت عملاً مؤسسيًّا مُنظمًا في صورتها الجديدة، ما يمنح مؤسساتنا الإعلامية والجهات الداعمة فرصة الدخول في شراكات لتبني بعض هذه التجارب والمواهب السعودية، ودعمها للمنفعة المُتبادلة وتقديم محتوى مفيد ومربح.
وعلى دروب الخير نلتقي