فضل بن سعد البوعينين
يومان دشن فيهما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جملة من المشروعات الحيوية الداعمة للاقتصاد، والمعززة للتنمية، بدءًا من «العُلا»، ثم «رابغ» ثم «مكة المكرمة». حركة دائمة وإصرار على تنفيذ برامج رؤية 2030 وتحويل أهدافها التنموية إلى واقع معيش. سباق مع الزمن لتحقيق أهداف وتطلعات الحكومة وأمنيات الشعب الذي يواجَه بحملات تشكيك عالمية لزعزعة ثقته بالقيادة، وبخططها التنموية ورؤيتها الاقتصادية.
فبعد إطلاق «رؤية العُلا» الوجهه السياحية القادمة على خريطة السياحة العالمية وليس المحلية فحسب؛ دشن ولي العهد ميناء الملك عبدالله في رابغ؛ وهو أحد المرافق الحيوية المشكلة لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وشريان الحياة والحركة التجارية، ومحور الخدمات اللوجستية المتطورة على البحر الأحمر. يعد الميناء نموذجًا رائدًا للمشاريع الوطنية العملاقة المحققة لمستهدفات الرؤية، والداعمة لحركة المدينة الاقتصادية، والمعززة لدور الموانئ السعودية في منظومة النقل البحري وتدفق السلع، وفتح باب إعادة التصدير الذي يمكن أن يزيد من أهمية الميناء للقارة الإفريقية على وجه الخصوص؛ وأحسب أن تطوير ميناء الملك عبدالله جاء متوافقًا مع الاحتياجات المحلية التي تتطلب قدرات أكبر لمواجهة نمو واردات السلع والبضائع، إضافة إلى استيعاب تزايد صادرات المملكة للأسواق العالمية، وبما يعزز من مكانتها الاقتصادية الدولية. تهيئة الميناء للبيئة الحاضنة للسفن العملاقة؛ التي ترسم خط سيرها وفق إمكانات الموانئ وبخاصة أعماقها المتوافقة مع حجم تلك السفن؛ سيزيد من أهمية الميناء على خطوط الملاحة الدولية، ويعزز من قدرات المملكة اللوجستية؛ يدعم ذلك موقعه الإستراتيجي على أحد أهم المسارات الحيوية للتجارة البحرية العالمية، وقربه من الوادي الصناعي في المدينة الاقتصادية ومنطقة إعادة التصدير.
من المهم الإشارة إلى الحركة الاقتصادية للميناء وانعكاساتها على المدينة الاقتصادية والمنطقة بشكل عام؛ إضافة إلى ما سيتحقق من خلق فرصة وظيفية للشباب.
مكة المكرمة؛ هي المحطة الثالثة والأهم على جدول زيارات سمو ولي العهد، حيث تفقد خلالها مشروعات الحرم المكي والتوسعة السعودية الثالثة الموجهة لاستيعاب الأعداد المتنامية من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة، ومتابعة تطورات الأعمال لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين التي تركز على أن يكون الحرم المكي محورًا للتنمية البشرية والنسيج الاجتماعي واستكمال البنى التحتية.
حركة نشطة يسابق فيها الأمير محمد بن سلمان الزمن لتحقيق الأهداف التنموية الإستراتيجية، وتنفيذ المشروعات الكبرى، وتحويل أحلام الرؤية الطموحة إلى واقع معيش. ديناميكية القيادة الشابة تتطلب ديناميكية موازية من أصحاب المعالي الوزراء والوزارات المختلفة للحؤول دون ظهور الفجوات التنموية وفروقات التنفيذ الزمنية وبطء المخرجات، لذا أرجو أن تطبق الحكومة بشكل فاعل فلسفة إدارات المشروعات المستقلة التي لا تسمح بترسخ المسؤولية في جهة واحدة تثقل كاهل حاملها وتتسبب في بطء مخرجاتها وربما ضعف الرقابة عليها.