مها محمد الشريف
تعتبر العلاقات الدولية لعبة تاريخية يلعبها الغرب باعتبارها الشكل الأكثر هيمنة في العالم، وسيكون المحور الرئيسي في السياسة العالمية تعزيز الصراعات وتقسيمها إلى قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى، كما ستحاول أن تلائم ما يحدث مع مصالحها وتضاعف مقدرتها الاقتصادية والعسكرية، فلن يكون المستقبل القريب هادئًا ومبشرًا بتعايش بين الشرق والغرب سوى إضرام مزيد من نيران الحرب سياسيًّا وبيع معدات عسكرية اقتصاديًّا، لتشتعل الخلافات بكل أشكالها.
وتحاول كل البلدان على حد سواء استيراد الأسلحة من الدول الغربية والدول الأخرى للتنافس العسكري والسياسي، ولذلك يمكن القول إن النجاح الاقتصادي في المملكة لم يرض الجميع لتمضي السعودية قدما من دون عوائق، أو من دون تحديات تحيط بها. لا سيما أن عدد الأصوات النشاز بات مسموعاً بمن لا يتمنون نجاح المملكة بمشروعها التنموي، أضف إلى ذلك تلك الأصوات من أوساط النخب السياسية الغربية والعربية، وهناك خطر آخر يتمثل في وجود توجهات وتحركات ذات مغزى نحو قادتنا وبلادنا تخطى كثيرًا العرف السياسي الذي تطلقه بعض الأطراف.
في هذه الأثناء، يجري التدقيق على حادثة تمت معالجتها وهي على وشك إغلاق ملفاتها بعقاب المدان فيها وإنهاء التحقيقات. بينما ثلة من الأعداء توظف مصالحها على الأزمات والمواجهات المعاصرة وتعيد صياغتها من جديد لإشغال الرأي العام العالمي، لا غرابة البتة في أن حملة الكراهية ضد المملكة مستمرة، في حين أن بوسع هؤلاء أن ينشغلوا ببلدانهم وحل العصيان الشعبي بها، ومعالجة اقتصادياتهم المنهارة وحماية استقرار المنطقة والعالم. بالمقابل تحدث وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن المستجدات الخاصة بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا.
هذه الصورة المتكررة تعرض على شاشات الأحداث في تصعيد غريب يرتفع معها الصخب المحيط بها من حين لآخر ولا نجد لها وصفًا ملائماً، أو مبررًا مقنعًا سوى حسابات سياسية ومعادلات معقدة لدفع تكاليف حملات انتخابية وتقويض ما تبقى من مزايدات علنية بين الأحزاب، وفي حديث للوزير الجبير مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قال لصحافيين في واشنطن، إنه يريد أن ينتظر الكونغرس نتيجة العملية القضائية السعودية قبل أن يتخذ أي إجراء. وقال بحسب ما أوردت «رويترز»: «ليست هناك حاجة لاتخاذ خطوات كهذه لأننا نفعل ما نحتاج إليه من حيث الاعتراف بالخطأ والتحقيق وتوجيه الاتهام ومحاسبة الأشخاص». وأضاف الجبير أنه يعتقد أن بعض الانتقادات في الكونغرس «مدفوعة سياسياً».
وخلال الحوار عن قضية خاشقجي، شدد فيه على أن «المساس بقيادة المملكة هو مساس بكل مواطن ومواطنة». السعودية ستحاكم المتهمين بقتل خاشقجي... ولن تقبل إملاءات من أحد، والمملكة ستشارك في مؤتمر وارسو»، ومع ذلك، فإننا ماضون إلى المستقبل و»رؤية 2030» الطموحة والإستراتيجية التي يمكن تلخيصها بأنها تستهدف بناء اقتصاد سعودي وطني جديد تمامًا، من خلال تنوع المشاريع التنموية وكذلك مجالات الطاقة المتجددة. لتكون صمام أمان للمنطقة وقائدًا إقليميًّا بل وعالميًّا هدفه تحقيق السلم الدولي.