حمد بن عبدالله القاضي
جامعاتنا الأهلية رافد مهم من روافد التعليم الجامعي، وقد بلغت مستويات تعليمية راقية، وأغلب هذه الجامعات متفوقة بتعليمها وأثبتت مخرجاتها نجاحها بسوق العمل بكافة مفاصله ورؤية 2030 جعلت القطاع الخاص شريكا للحكومة والمكون الثاني بانطلاقة المملكة التنموية والتعليمية.
من هنا فإن دعم هذه الجامعات فيه تخفيف على الجامعات الحكومية من التحاق كل الطلاب فيها لأن التحاق الكل فيها يحمّل ميزانية الحكومة عبئًا ماليًّا كبيرًا، فضلا عن أن وجود الجامعات الأهلية وفر ويوفر آلاف الوظائف لأبناء الوطن فيها.
نعم أن دعم جامعات القطاع الخاص فيه عوائد تعليمية واقتصادية وفرص عمل كبيرة، والدعم لهذه الجامعات أصبح ضرورة لاستمرارها وتطورها.
إن أهم دعم لها عودة: المنح الدراسية الداخلية «التي تجعلها تهيئ التعليم العالي الراقي، وأن ما يُصرف على هذه المنح مبالغ محدودة إذا قورنت بما يصرف من الميزانية على كل جامعة حكومية، كما أنه لا يقارن بما يتطلبه برنامج الابتعاث للخارج، وبحمد الله فإن عددًا كبيرًا من جامعات الداخل يماثل بل بعض جامعاتنا الأهلية تتفوق على عديد من جامعات الخارج.
لذا فإنني أدعو معالي وزير التعليم د/ حمد آل الشيخ بخبرته التعليمية وبنظرته الاقتصادية -فهو ابن التعليم والاقتصاد معا- أدعوه ليتبنى عودة المنح التعليمية الداخلية، والرفع لمجلس الاقتصاد والتنمية حول الإيجابيات التي ستعود على الوطن وأبنائه واقتصاده بوجود بوابات مساندة لقبول الطلاب فدعم الجامعات الأهلية دعم للاقتصاد الوطني ومنظومة التعليم، فمخرجاتها للوطن ودخلها يتم ضخّه بالوطن، بينما الابتعاث وهو رافد مهم للتعليم لا شك -لكن ما يصرف عليه يعود مردوده الاقتصادي على الدول الأخرى.
إن الجميع يؤمّل بتحقيق هذا المطلب ولعله يتم خلال تولّي معاليك الوزارة، ليُحسب بسجل عطائك لوطنك وشبابه واقتصاده.
* * *
= 2 =
الانهزام العذب
عندما تهزمنا أمام مشاعرنا
* نعم إنه الانهزام العذب
وهذا ليس خاصا بطيف من الناس بل إنه يهزم كل من عنده إحساس حتى أقوى الناس.
فهذا فيلسوف ألمانيا «نيتشه» الذي نادى بمبدأ القوة، ورأى أنها الطريق الأوحد لتحقيق السعادة. هذا الفيلسوف «الهرقلي» النزعة الذي آلى على نفسه أن يكون والقوة متلازمين، في لحظة واحدة عذبة تداعى كل هذا الجبروت، وخارت كل هذه القوة.
في «لحظة حب» تلاشى ما شيده من عروش فكره القوية.. عندما تعرف على الفتاة الإيطالية التي لا تقاوم أنوثة وجمالا وثقافة وعذوبة حديث لقد كسر سحر عينيها أسوار قوته وتعاليه.
وهذا البطل القائد «أنطونيو» انهزم أمام عيني قائدة الجيش المحارب له، وقال الشاعر «أحمد شوقي» على لسانه:
«قدت الجحافل والبوارج قادراً
ما لي ضعفت فقادني جفناك؟»