د. محمد عبدالله الخازم
عندما تشاهد ما يحدث في الحروب والصراعات تجد أن الشريحة الأضعف التي تعاني هي الأطفال ممن هم في سن التعليم، والمملكة تمر بحالة حرب في حدنا الجنوبي ومناطق الحدود مأهولة بالسكان ومنهم الأطفال وطلاب المدارس. رغم ذلك فإنه يمكن القول إن الجهود التي بذلت على مدى سنوات الحرب في مجال التعليم لطلاب الحد الجنوبي كانت وما زالت محل تقدير. بالطبع ليس هناك وصفة محددة تطبق في ظروف الطوارئ هذه، والجهات الدولية كل ما تفعله هو المناشدة بالحفاظ على مقرات التعليم وعدم مهاجتمها ولا تضمن استخدام بعض الجهات للمقرات التعليمية كمناطق احتماء للعسكريين أو تقصفها لتحقيق انتصارات وهمية لتعلن من خلالها أنها قتلت أعداداً كبيرة من الأعداء.
لقد أشارت تقارير إلى وجود 50 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع في مخلتف دول العالم أغلبيتهم يحرمون من التعليم بسبب ظروف الحرب والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المحيطة به. وقد وثقت الجهات المعنية بالأمم المتحدة آلاف الهجمات التي تتعرض لها المدارس والمناطق التعليمية والطلاب والمعلمين مما يستوجب تدابير إضافية للمناطق المعرضة للصراعات سواء في مناطق الحروب أو بالقرب منها.
المملكة رغم حالة الحرب مع الجار الجنوبي وتعرض مناطقها الحدودية أحيانًا لاعتداءات عشوائية - بالذات عن طريق الصواريخ وبعضها وصل أبعد من المناطق الحدودية وتم إبطال مفعوله- أولت حماية أبنائها وبناتها الطلاب في مناطق الحدود جل عنايتها بتجنيبهم مخاطر الحرب وبالحفاظ على تعليمهم والعناية بهم، وتحديداً فقد بذلت وزارة التعليم جهوداً طيبة في هذا الشأن وذلك بالارتكاز على المبادئ التالية:
1. تقديم التعليم يجب أن يكون لجميع الطلاب في المملكة دون استثناء.
2. تنويع الفرص التعليمية والعمل على إتاحتها لطلاب الحد الجنوبي.
3. مرونة الذهاب للمدرسة حسب الاستطاعة والظروف مع عدم التنازل عن إلزامية التعليم.
4. تقديم فرص التعليم الإلكتروني والمدارس الافتراضية كجزء من البدائل المتاحة.
5. تنظيم فتح المدارس وإغلاقها وفق تقارير اللجان الأمنية المحلية.
6. تقديم الدعم والمساندة للكوادر التعليمية والإدارية وللأسر بالمناطق المعنية عبر مختلف الوسائل بما في ذلك استخدام وسائل التواصل كالواتس أب وغيرها.
7. اعتماد لائحة خاصة للتقويم لطلاب الحد الجنوبي تتفق مع الظروف والمعطيات الميدانية بالمناطق ذات العلاقة.
8. تقديم برامج إثرائية إضافية من قبل التعليم والجهات الداعمة الأخرى.
9. تنظيم وسائل النقل بطريقة مرنة تتناسب مع الظروف المحلية.
10. إحداث برامج توأمة بين المدارس في الحد الجنوبي وما حولها ومرونة الدمج بين المدارس والفصول.
كما أشرت أعلاه بأنه لا يوجد آليات مثالية فلكل دولة ولكل منطقة نزاع ظروفها وطبيعتها لذلك أرى هذه تجربة سعودية تستحق الدراسة والإبراز والتطوير، وحينما نذكر مناطق النزاع والتعليم فيجب أن نشيد كذلك باحتضان المملكة لطلاب وطالبات دول عديدة عانت وتعاني من الصراعات ومعاملتهم كأبنائها السعودييين ومنهم طلاب سوريا واليمن وغيرها.
ندعو الله أن يحفظ بلادنا من كل شر وأن يفرح طلابنا وطالباتنا في الحد الجنوبي بالنجاح والتوفيق مثل بقية أقرانهم في المناطق الأخرى.