خالد بن حمد المالك
بينما تقوم قطر بتقديم المليارات من الدولارات لكل من تركيا وإيران، ولا تجد في ذلك بأساً أو حرجاً طالما أن من يتحكم بالقرار فيها هو غير أميرها، فإنها لا تجد غضاضة في الامتناع عن تسديد مساهمتها في ميزانية جامعة الدول العربية، وتخليها عن دعم العمل العربي المشترك.
* *
هكذا هي قطر، كانت تتآمر على العرب، وتتستر على جرائمها، لكنها الآن ومع معاناتها من المقاطعة، أصبح يظهر على السطح وفي وضح النهار خبثها، وتخليها عن انتمائها العربي، بعد أن كان مقتصراً على الخليج فقط.
* *
إن قرارها بالامتناع عن تسديد حصتها في دعم ميزانية الجامعة العربية، لن يثير الانتباه أو الاستغراب لمن يعرف حقيقة النظام القطري، وعمالته للأجنبي، لكن هذا النظام من فرط جرأته في إظهار التآمر على وحدة العرب وتعاونهم، لم يعد يملك من الحياء شيئاً لاحترام المواطن العربي ولو في قرارات صغيرة من حيث المساهمة المالية لهذا القرار - الفضيحة - في الموقف من الجامعة العربية.
* *
التاريخ لن يرحم الشيخ تميم ووالده الشيخ حمد والمتآمر الأكبر الشيخ حمد بن جاسم، وستكون صفحة كل منهم سوداء، أمام هذه التصرفات الحمقاء التي تتوالى منهم، دون وازع من ضمير، أو مراعاة واحترام للحس القومي العربي لو كانوا يدركون.
* *
أفهم أن تختلف قطر مع ثلاث دول خليجية ومع مصر، لأن القرار القطري ليس بيدها، وهي مسيَّرة لا مخيرة في هذا الموقف من دول مجلس التعاون، لكني لا أفهم أبداً أن تتخلى عن عروبتها، لتكون تحت ضغط المقاطعة تابعة لإيران وتركيا، في كل قرار مؤذٍ للعرب.
* *
لقد توجت قطر موقعها العروبي بالهروب من الساحة العربية، إلى حيث ساحتي إيران وتركيا، في تكتل مريب لن يصيب أذاه غير قطر ونظامها المتهالك، ولن يمس أي من العرب والخليجيين تحديداً أي شيء من هذا السلوك القطري المشبوه.
* *
إنَّ الحسنة الوحيدة في امتناع قطر عن تسديد حصتها في الجامعة العربية، أن الجميع أصبح على علم ومعرفة ودراية بهروب قطر من انتمائها الخليجي والعربي، في تصرف غير مدروس، ومحاولات لإنقاذ نفسها مما هي فيه، دون أن تعرف بأن ما تفعله سوف يمسها بسوء وبأكثر مما هي فيه، وستبقى - إذا ما كانت هذه سياستها - غارقة في هذا المستنقع الآسن سنين وسنين.